عذراء السينما المصرية..هكذا لقبت الفنانة القديرة أمينة رزق، فهى أكثر فنانة قدمت دور الأم ببراعة وأضفت عليه كل معاني الأمومة الصادقة، استطاعت بموهبتها الفنية واحساسها العميق أن تحفر مجدها في عالم الفن بحروف من ذهب، فأعطت كل عمل فني تشارك فيه قدر كبير من المشاعر الصادقة الممتزجة بالحنان والشجن وكذلك الإحتواء الذي لا حدود له لدرجة تجعل المشاهد يتخيلها كأنها أمه التي انجبته. هذه المشاعر الصادقة التي ظهرت في معظم أدوارها على الرغم من عدم زواجها وانجابها وهو ما جعلها تعد حالة نادرة للغاية في تاريج السينما المصرية.
ميلاد أمينة رزق ونشأتها وبداية مشوارها الفني
ولدت في احدى القري بمدينة طنطا عام 1910 من أب ميسور ماديا، وكانت بداية شغفها بالفن من العروض والحفلات التي كانت تحضرها وهى صغيرة مع والدها في الاحتفالات التي تقام بمولد (السيد البدوي) ولكن توفي والدها وهى في الثامنة من عمرها وكان هذا هو الألم والانكسار الأول بحياتها.
وقد روت أمينة رزق أن رجل كان يترأس أحد العصابات قد علم بوفاة والدها وتركه ثروة كبيرة فخطط للتسل لبيتها ليلا مع رجال عصابته لذبحها هى ووالدتها للاستيلاء على هذه الثروة، ولكن أحد رجاله أخبر والدتها بما كان ينوى فعله رئيسه لأن والدها كان يعطف عليه وغادرت الأم وابنتها المنزل بسرعة وذهبا إلى طنطا ثم بعد ذلك إلى القاهرة مع خالتها
كانت خالتها المخرجة والصحفية أمينة محمد، هى قدوتها ورفيقة دربها الأول في عالم الفن وقدمتها لأول مرة وغنت معها على خشبة المسرح عام 1922 في احدى مسرحيات على الكسار وبعدها انتقلت للعمل مع فرقة رمسيس التي أسسها يوسف وهبي.
كان العمل مع يوسف وهبى بمثابة البداية الحقيقية لبناء أسطورة أم السينما المصرية حيث شاركت العديد من المسرحيات مع مؤسس المسرح المصري وكان بمثابة القدوة والأستاذ، فارتبطت به ارتباطا كبيرا وأعجبت بفنه وإنسانيته وخفة ظله ولم تستطع أن تمنع قلبها أن يخفق بجبه ولكن حيائها كان يمنعها من البوح له وخاصة أنها كانت تراه يتزوج ويطلق أمام عينها عدة مرات وظل قلبها ينفطر عليه وهو لا يعلم بحبها له
قصة زاوج لم تكتمل في حياة أمينة رزق
صرحت الفنانة أمينة رزق في حوار تليفزيوني مع الإعلامي مفيد فوزي أنها في بداية مشوارها الفني رفضت فكرة الزواج وكرست حياتها للفن ولكن أسرتها أجبرتها على الارتباط بأحد الأشخاص وكان يعمل ضابطا ويسمى وهبي وبالفعل تمت الخطبة وسافر خارج البلاد فأرسلت له الشبكة مع شقيقه وبعد 14 عاما تفاجأت به يعود للوطن ويطلب منها الزواج وخاصة بعد انفصاله عن زوجته، فقبلت بعد ضغط كبير من عائلتها عليها لمدة أسبوع وطالب عقد قرانها حتى يضمن موافقتها فوافقت بشرط أن يكون زواجهما مثل الخطوبة ولكن علاقتهما لم تستمر طويلا وانفصلا.