حدد الطبيب النفساني أرون بيك، مؤسس العلاج المعرفي، بعض أنماط التفكير الخاطئة الشائعة عندما درس الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ومنذ ذلك الحين، اكتُشفت أنماط تفكير خاطئة أخرى من الممكن أن تجعل حياتك أكثر صعوبة.
تولد أنماط التفكير الخاطئة هذه عديداً من الأفكار المؤلمة، وتشبه أنماط التفكير هذه الفخاخ العقلية لأنك تنشغل بها باستمرار، ونقع جميعاً في هذه الفخاخ بشكل دوري.
الفخاخ العقلية الإحدى عشرة
فيما يلي قائمة بأحد عشر أسلوب تفكير خاطئ يقع فيها الأشخاص، ابذل قصارى جهدك لتحديد الأساليب التي تستخدمها، تنشابه عديد من هذه الأنماط بعضها مع بعض، ولكن لا تقلق بشأن التمييز بينها، المهم أن تتعلم متى تقع في أحد هذه الفخاخ العقلية، حتى تتمكن من تعلم كيفية الخروج منها.
١- التصفية: أي إنك تتوصل إلى استنتاجاتك بعد التركيز على التفاصيل السلبية للموقف، وتتجاهل كل التفاصيل الإيجابية، نتيجة لذلك، لا ترى الصورة كاملة، أو تختار أن تتجاهلها.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية البارانويدية اعتقاداً مثل: «يسعى الجميع هنا للنيل مني»، على الرغم من حقيقة أن زملاء العمل، أو أفراد العائلة غالباً ما يقدمون دعمهم له.
٢– القفز إلى الاستنتاجات: أي إنك تستخلص استنتاجات سلبية على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم هذه الاستنتاجات، أو وجود أدلة تناقض هذه الاستنتاجات.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية شبه الفصامية «سيطردني مالك المنزل من شقتي»، على الرغم من حقيقة أن هذا الرجل يدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وأن مالك العقار لم يقل أي شيء يوحي بذلك.
٣– الإفراط في التعميم: أي إنك تركز على النتائج السلبية لموقف محدد أو أكثر، وتستخدم تلك النتائج لوضع قواعد أو استنتاجات عامة حول عديد من جوانب حياتك، غالباً ما يستخدم الأشخاص الذين يفرطون في التعميم مصطلحات عامة ومطلقة مثل: الجميع، كل، دائماً، لا شيء، أبداً، كل الناس، ولا أحد.
مثال: قد تعتقد امرأة تعاني اضطراب الشخصية التجنّبية «لم تتصل بي صديقتي الليلة لأنني كنت أسيء معاملتها بطريقة ما، الآن على الأرجح سوف أسيء إلى كل أفراد عائلتي أيضا، ثم يكرهني الجميع»، على الرغم من حقيقة أن صديقتها نسيت فقط أن تتصل بها.
٤– التهويل والتهوين: أي أنك عند التفكير في نفسك، أو الآخرين، أو موقف معين، فإنك تضخم الخصائص السلبية، وتقلل من الخصائص الإيجابية.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية النرجسية «زملائي في العمل من البلهاء الذين لا يفعلون أي شيء صحيح أبداً»، وذلك على الرغم من أن زملاء العمل ماهرون وناجحون.
٥– إضفاء الطابع الشخصي على الأمور: أي إنك تميل لربط كل ما يحدث بنفسك، وخصوصاً الأحداث السلبية التي تستحق اللوم عليها، حتى عندما لا يكون خطأك.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية الهستيرية «هؤلاء الناس الذين يجلسون في الجانب المقابل يضحكون، لا بد أنني فعلت شيئا محرجاً»، على الرغم من حقيقة أن الناس في الجانب المقابل لا يعيرونه أي انتباه على الإطلاق.
٦– التفكير القطبي: أي إنك ترى فئتين فقط للأشخاص والمواقف، إما أنهم كلهم جيدون أو سيئون، مثالیون أو معیبون، ناجحون تماماً أو فاشلون تماماً، أي إنك تتجاهل البحث عن حل وسط، أو أي احتمالات أخرى.
مثال: قد تعتقد فتاة تعاني اضطراب الشخصية الحدية «أصدقائي هم الأسوأ على الإطلاق، ويعاملونني دائما بطريقة غير لائقة» أو «أصدقائي هم الأفضل على الإطلاق، ولا يرتكبون أي خطأ على الإطلاق»، على الرغم من حقيقة مفادها أن لا أحدمثالي، وكلنا نرتكب الأخطاء في بعض الأحيان.
٧– التفكير الكارثي: أي إنك تعتقد أن مستقبلك سيكون ميؤوساً منه، ومليئاً بالكوارث، دون النظر في النواتج المحتملة الأخرى.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية الاعتمادية «لا يمكنني فعل أي شيء بمفردي أبداً، ولهذا السبب ربما سأموت وحيداً، لا حول لي ولا قوة، ومشرد في الشوارع»، وذلك على الرغم من أن هذا الشخص ينجح أحياناً في فعل بعض الأشياء بمفرده، ولديه عدد من الأصدقاء الداعمين له.
٨– قراءة الأفكار: أي إنك تفترض أنك تعرف ما يفكر ويشعر به الآخرون، دون النظر في الاحتمالات الأخرى.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع «مديري لا يبدو سعيداً اليوم، أراهن أنه يفكر في الخطأ الذي ارتكبته الأسبوع الماضي في جدول مواعيدي»، على الرغم من حقيقة أن رئيسه قد يكون غير سعيد بسبب شخص أو حدث آخر ليس له علاقة به على الإطلاق.
٩– وضع القواعد الصارمة: أي أن لديك فكرة محددة وثابتة حول كيف يجب أن تكون الأشياء، وتنزعج أو تغضب عندما لا تتحقق توقعاتك.
مثال: قد يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية «يجب أن أعمل بجد أكبر، لأنني لا يجب أن أرتكب أي أخطاء، وإذا ارتكبت خطأ، فهذا يعني أنني فاشل»، وذلك على الرغم من حقيقة أننا جميعا نرتكب الأخطاء من حين لآخر، ولا شيء مثالي تماماً.
١٠– التفكير الانفعالي: أي إنك تعتقد أن مشاعرك هي أحكام تدور حولك وحول الموقف الذي يحدث.
مثال: قد تعتقد الفتاة التي تعاني اضطراب الشخصية الفصامية «أشعر بالوحدة، ما يعني أنني لست إنسانة جيدة»، وذلك على الرغم من أنها لا تشعر بالوحدة طوال الوقت، ولديها في الواقع عدد قليل من الأصدقاء.
١١– الوصم: أي إنك تلصق بنفسك أو بالآخرين أو تجاربك، تسمية سلبية، دون النظر إلى كل الحقائق.
مثال: يعتقد الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية «أنا أحمق»، أو «وظيفتي سيئة»، وذلك على الرغم من حقيقة أن هذه العبارات ليست صحيحة بنسبة 100% طوال الوقت.