عاش الفنان الراحل محمود الجندي الكثير من المواقف والأسرار المليئة بالمفاجأت فلم تكن حياة عادية بل مر بعدة مراحل مختلفة ومارس حياة مليئة بالقصص المثيرة التي تصلح أن في الأفلام والمسلسلات الدرامية بدأت معه منذ كان شاب صغير يدرس التمثيل حيث لجأ إلى العمل بمصنع النسيج في العباسية لكي يجمع مصاريف التعليم وكان الجندي يخفي عن والده أنه ينوي الإلتحاق بمعهد السينما وبعد اجتيازه مرحلة القبول أخبر والده وحين رأى والده أنه يحب التمثيل لم يعترض طريقه وساعده في تجهيز أوراقه، ثم طلب منه ترك المصنع ويتفرغ لدراسته.
قصة الجندي مع الإخوان.
انضم الفنان الراحل لجماعة الإخوان المسلمون لأنه متربي على الالتزام ويحب دينه فكان يعتقد أن الجماعة تعمل على نشر القيم والأخلاق التي علمنا اياها الرسول الكريم وهو ابن 8 أعوام ثم قرر الإنفصال عنهم مشيرا إلى أنه كان يشعر بشكل دائم أنهم يقومون بنشاط مخالف لحقيقة الدين وكانت مهمته بها تنحصر في أن يقوم بالسفر من بلدة إلى أخرى ويروي للأطفال ما تعلمه منهم.
قصة الجندي في الجيش.
دخل الفنان الراحل الجيش في فترة النكسة عام ١٩٦٧ بعد أن أنهى دراسته، وهنا جاءت خيبة الأمل التي ستطيح بالطموح الفني حيث ظل بالقوات المسلحة لسنوات لا يعرف متى سيتنتهي فترة تجنيده، حيث لا يوجد حديث عن استعدادات لشن حرب أو غيره وهنا خلال هذه الرحلة كان عشق الراحل للسينما سيضعه في عقاب شديد حينما طلب منه تسليم مظروف سري للغاية إلى وحدته وأغفل الميعاد بسبب ذهابه للسينما حينها كان سيتعرض لجزاء شديد، ولولا تفهم القائد.
قصة الجندي مع قبلة شريهان.
وقع الفنان الراحل في موقف محرج أثناء تصويره أحد مشاهد فيلم “مدام شلاطة” مع الفنانة شريهان حيث كان هناك مشهد قبلة يجمعهه مع شريهان، ولأنه كان يعتز بصديقته ويخجل منها كان يشعر بالحرج الشديد مما دفعه إلى طلب من المخرج يحيى العلمي أن يخلي لوكيشن التصوير حينها وأن يتواجد فيه فقط هو كمخرج ومعه مدير التصوير دون وجود أي عامل آخر.
صلاة في الخفاء.
كان الراحل مر بظروف صعبه وعاش صراع دين بأفكار ومعتقدات وهي “الشك إلى اليقين” لكن تنقله هذا جعلته أكثر إيمانية وتقوى، فكان من الطبيعي أن يجتمع بعدد من الأصدقاء الذين يحصرون مقابلاتهم في إطار السهرات الليلية، من هنا كان يشعر الجندي بارتباك نظرا لعدم ارتياحه لهذه البيئة، فكان يذهب للصلاة في الخفاء حتى لا يتهمه أصدقاؤه بالرجعية.