أسباب الانتحار وطرقه وكيفية الوقاية منه

كَتب: أحمد كِشك

يُعرَّف الانتحار بأنَّه: قيام الشَّخص بِعَملٍ ما يؤدِّي بِنَفسه إلى الموت عمدًا، وَتَتَنَوَّع طُرق الانتحار ما بين تسمُّم، أو شنق بالأسلحة اَلنَّارِيَّة، أو قفز مِن المُرتفعات، وغَيرها، فَتبوء بعض المُحاولات بالفشل ومِنها مَا يُؤدِّي إلى الموت مباشرةً، وَيلجأ الأشخاص إلى هذه الوسيلة المُحرَّمة شرعًا للتّخلُّص مِن كدر الحياة إثر اضطرابات نَفْسِيَّة أو إدمان أو تعاط للمُخدِّرات، أو نظرًا لظروف مَادِّيَّة أو علاقات شَخْصِيَّة.

أسباب الانتحار

القناعة الأكيدة لدى الفرد بأنَّ التَّخلُّص من تبعات الحياة وكدرها يُعدّ سببًا مُقنعًا للإقدام على الانتحار، وفي هذه الحالة إذا لم يتم استئصال الفكرة من جذورها لدى الفرد فلن تنجح أيِّ وسيلة أُخرى بردعه عن هذه الخطوة، حيث إن من الأسباب التي تجعل الفرد يُفكر ويُقدم على الانتحار.

الاضطرابات النَّفسيَّة

قد يُعاني الفرد من أمراض نَفْسِيَّة تؤدِّي بِه إلى الانتحار؛ كالهَوَس، والانفصام، والاضطراب الاكتئابيّ الحادّ، فدخول المريض حالة من الهستيريا يؤدِّي بِه إلى اضطرابات اَلْمِزَاج، وبالتَّالي الغضب الشَّديد، ونهاية الانتحار، كما أنَّ الصَّدمات قد تؤدِّي بالأشخاص إلى مِثل هذا العمل اَلْمَشِين.

اِقْرَأْ أَيْضًا: اضطراب ثنائي القطب بين الحقيقة والخيال

إدمان المخدِّرات وتعاطيها:

تُعتبر المخدِّرات مِن مذهبات العقل الَّتي تؤدِّي بالإنسان إلى فعل كُلِّ مَا لا يتقبَّله العقل البشري السَّليم، فمِن المُمكن لِمُدمن المخدِّرات أن يُمارس سلوكا ويُقدم على أفعال وهو غير مُدرك لها تحت تأثير المخدِّر، كالقتل والاغتصاب والانتحار.

القمار:

وسيلة من وسائل الترفيه باتباع قواعد الرهان وبمعنى آخر تضع اللعبة اللاعب في موقف صعب مقابل مبلغ أو شرط يجب أن يؤديه الخاسر في اللعبة ويكون صعب التَّنفيذ وبالتَّالي مِن المُمكن أن تؤدِّي بهم إلى الانتحار، وقد حرَّمها الإسلام حُرمةً قَطْعِيَّة.

حالات طِبِّيَّة مرضية:

أكَّد أطبَّاء على وجود ارتباط وثيق بين المشاكل اَلصِّحِّيَّة والانتحار، ومِن بينها إصابات الدِّماغ اَلْمَرَضِيَّة، والسَّرطان، والفشل الكلويِّ، والإيدز، وغيرها من الأمراض، كما أنَّ الانتحار قد يكون نتيجةً للآثار اَلْجَانِبِيَّة لبعض الأدوية، كما يلعب الأرق وانقطاع النَّفس التومي دورًا في إصابة الفرد بالاكتئاب الَّذي قد يُوصِّله إلى الانتحار.

الحالات اَلنَّفْسِيَّة:

تُصيب بعض الأفراد حالات نَفْسِيَّة مُزمنة تفقدهم الرَّغبة في الحياة والمُتعة بها، وتُشعرهم بالقلق الدَّائم، ومَا يزيد من حدَّة المُشكلة هُو القُدرة المَحدودة على السَّيطرة على هذا المسبِّب، ومِن أبرز الأسباب التي تُشكِّل حالةً نفسيّةً للشَّخص الاعتداء الجنسيِّ، وَالتَّحَرُّش الجنسيِّ، والتَّفكُّك الأُسريِّ، والبطالة.

وسائل الإعلام:

تنقل وسائل الإعلام المقروء والمرئيِّ أخبارًا حول حالات الانتحار والطُّرق المتَّبعة، وذلك ما يُنمِّي لدى الأفراد الرَّغبة بتطبيق الأسلوب ذاته، فيذكِّر الإعلام الفرد بهذه الوسيلة، الأمر الذي يُعدّ خطرًا بالغًا على حياة الفرد، وهذا ما يعرف بعدوى الانتحار.

طرق الانتحار

توجد العديد من وسائل الانتحار المختلفة التي يستخدمها المنتحرون من ضمنها:

  • قطع الشرايين.
  • الصعق بالكهرباء.
  • تعاطي جرعة مُخَدِّرَات زائدة.
  • ابتلاع كمية كبيرة من الحبوب.
  • الخنق بالحبل شنقًا.
  • إضرام النار في الجسد.
  • تجرع السم.
  • تجرع صبغة الشعر.
  • الإلقاء بالنفس في الماء.
  • الإلقاء بالنفس من مكان عالٍ.

اِقْرَأْ أَيْضًا: إعادة تدوير الشغف

طُرق الوقاية ومعالجة الانتحار

يمكننا معالجة الانتحار، وذلك عن طريق العديد من الوسائل والإجراءات، ومِنها ما يأتي:

التربية والتنشئة السليمة

تُعتبر الأسرة هي اَللَّبِنَة اَلْأَسَاسِيَّة في المجتمع، فهي المسؤولة عن المرحلة الأولى التي يبدأ الفرد فيها باكتساب عاداته، وتكوين ذاته، وبناء أفكاره ومعتقداته، فإذا نشأ ببيئة صالحة كان فردًا صالحًا، أمَّا إذا كانت البيئة سيِّئة فإنَّ ذلك ينعكس عليه وعلى مُجتمعه مستقبلًا.

اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه

الوازع الدِّينيِّ

يُعدّ الوازع الدِّينيِّ والخوف من الله تعالى والحرص على مرضاته سببًا قويًّا لردع المُسلم عن الانتحار، وعن كلِّ ما هو محرَّم، فالمؤمن لا يفقد الثِّقة بالله، وبحكمته، وعدله، ورحمته، فهو يعلم بأنَّ بعد العُسر يُسرًا، وبعد كلِّ ضيق فرج، تعزيز روح التَّفاؤل لدى الفرد.

الحد من العنف الأسري والمشاكل الزوجية

حيث إن مشاكل الأسرة تؤثر في المقام الأول على نفسية الأطفال.

الرعاية الاجتماعية

الاختلافات في الطبقة الاجتماعية هي عامل مساهم في الانتحار، ويمكن للرعاية الاجتماعية أن تساعد في الحد من هذه الظاهرة.

توفير فرص العمل والقضاء على البطالة

العمل على توفير فرص عمل ووظائف للعاطلين يؤدي إلى الحد من ظاهرة الانتحار، حيث لا يكون هناك أيِّ مجال أمام الشَّباب للتَّفكير بطريقة سَلْبِيَّة والإقدام على إنهاء حياتهم، فبالعمل يشعر الإنسان بأنَّه كائن منتج، فيشعر بالإنجاز، ويعرف أنَّ وجوده في الحياة ذو قيمة. وَيُقَيِّد فرص الحصول على الوسائل المُسهِّلة للانتحار كالأسلحة اَلنَّارِيَّة، والسُّموم، وغيرها.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.