لم يكن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، يتخيل أن ماردًا إقتصاديًا إسمه أرامكو الذي وَضَعَه الملك لبنته الأولى، سيكون أغلى شركة في العالم، والأعلى قيمة على الإطلاق.
ظهور النفط في الجزيرة العربية
في سنة 1932 ولأول مرة في الجزيرة العربية، تم إكتشاف النفط في إمارة البحرين، ونظرًا للتشابه الجيولوجي بين الأراضي السعودية والأراضي البحرينية، سعَى الملك “المؤسس” عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، إلى إكتشاف النفط في مملكته، فكان له ذلك، بمعونة شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا – سوكال “شيفرون الأمريكية حاليًا”
إكتشفت سوكال أول بئر نفط في الدمام شرقي المملكة، ولكنه لم يكن يفي بالأغراض التجارية، فتوسعت سوكال في حفر مزيد من الآبار، حتى توصلت سنة 1938 إلى بئر الدمام رقم7 وعلى عمق 1441 مترًا، تدفقت كميات كبيرة من الذهب الأسود، بمعدل 1.585 برميل/يوميًا، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الجزيرة العربية.
كان الملك عبد العزيز قد وقع إتفاقية التنقيب عن البترول مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا – سوكال في سنة 1933 وفي نفس العام تم تأسيس شركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني – كاسوك، لإدارة إمتياز التنقيب.
نشأة شركة أرامكو
وفي سنة 1944 تم تغيير إسم شركة كاسوك، إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي عُرفت إختصارًا ب: أرامكو، وكان مقر الشركة أولًا في نيويورك بالولايات المتحدة، ثم تم نقله إلى مدينة الظهران السعودية.
في سنة 1950 هدد الملك عبد العزيز بتأميم المنشآت النفطية في بلاده، فتم إسترضاؤه، بمنح أرامكو تخفيضات ضريبية، تعادل ما كان يُمنح الملك من أرباح الشركة، فيما كان يُعرف بالحيلة الذهبية، وتقرر نقل الشركة من نيويورك إلى الظهران، لطمأنة الملك.
في نفس السنة أنشأت أرامكو خط التابلاين، من الدمام إلى لبنان، لنقل الزيت من مواقع إستخراجه في شرق المملكة السعودية إلى شواطئ البحر المتوسط، لتصديره إلى أوروبا والولايات المتحدة، وهو الخط الذي ظل يعمل حتى سنة 1983
تنامت إكتشافات أرامكو من آبار النفط، ومعامل معالجة غازات البترول المسالة (البروبان والبوتان) وبالتوازي مع ذلك تنامَى أيضًا نصيب المملكة من حصص أرامكو الأمريكية، إلى أن تمكنت المملكة في سنة 1980 من الإستحواذ على 100% من أسهم أرامكو، وفي 1988 تحول إسمها إلى شركة الزيت الأمريكية العربية السعودية – أرامكو.
وتمتلك أرامكو عدة حقول لإنتاج النفط ومعامل لتكريره وشركات مدمجة فيها، كالتالي:
- حقل السفانية: وهو حقل بحري في مياه الخليج العربي، على بعد نحو 265 كيلومترًا شمال مدينة الظهران، وينتج 1.2 مليون برميل/اليوم، وهو أكبر حقل نفطي مغمور تحت الماء في العالم، وتبلغ مساحته 15X50 كيلومتر، وقد إكتُشف سنة 1951 وهو محازي لمدينة السفانية السعودية على شاطئ الخليج العربي.
- حقل الغوّار: ويقع في الإحساء شرق المملكة، وتبلغ مساحته 30X280 كيلومتر، وهو أكبر حقل نفط تقليدي في العالم، ويمثل إنتاجه البالغ 3.8 مليون برميل/اليوم، ما يقارب ثلث إنتاج النفط التراكمي للمملكة منذ 2018 بالإضافة إلى إنتاجه 2 مليار متر مكعب/يوميًا من الغاز، وإحتوائه على إحتياطي يقدّر بـ 170 مليار برميل.
- معمل تكرير رأس تنورة: أنشئ عام 1949 وتصل قدرته التكريرية إلى 525.000 برميل/ اليوم.
- منصة تحميل الزيت الخام برأس تنورة: وتقع على شاطيء الخليج العربي، وعلى بُعد 64 كيلومتر عن مدينة الظهران، وقد شهدت المنصة تصدير أول شحنة نفط خام، على يد الملك عبد العزيز في 1مايو 1939 ويُعد ميناء رأس تنورة، الذي يضم الجزيرة الإصطناعية والرصيف البحري الجنوبي والرصيف البحري الشمالي وفرض الجعيمة البحرية، أكبر ميناء لتصدير النفط الخام في العالم.
- خط أنابيب شرق غرب: وهو خط أنابيب يحمل الزيت المنتَج في المنطقة الشرقية، إلى موانئ المملكة غربًا على البحر الأحمر، وتبلغ طاقته في النقل 7مليون برميل/يوميًا.
- مركز التنقيب وهندسة البترول الظهران (إكسبك): وهو واحد من 10 مراكز أبحاث تمتلكها أرامكو في السعودية وحول العالم، ويختص بدراسة كل ما يتعلق بصناعة النفط.
- حقول جنوب الرياض: وهي عبارة عن 18 موقعًا للنفط والغاز، أهمهم حقل الحوطة، والذ ينتج 8000 برميل نفط/ يوميًا.
- شركة سمارك: وهي الشركة العربية السعودية للتسويق والتكرير، وتم دمجها فب أرامكو سنة 1993
- حقل الشيبة بالربع الخالي: وبدأ الإنتاج في سنة 1998 وتبلغ طاقته الإنتاجية 500.000 برميل/يوميًا.
- شركة أرامكو لأعمال الخليج: وقد أُنشئت في سنة 2000 وتختص بإدارة حصة المملكة من النفط والمنتجات الهيدروكربونية الأخرى في المنطقة السعودية الكويتية المحايدة التي تضم حقول: الخفجي والحوت ولولو والدرة، وتنتج 350.000 برميل/يوميًا.
- معمل غاز الحوية: وهو من أكبر معامل إنتاج الغاز في العالم، وتبلغ قدرته الإنتاجية 3.6 مليار قدم مكعب/يوميًا.
- معمل غاز حرض: وهو مصنع نموذجي، يعالج 1.6 مليار قدم مكعب من الغاز الخام، الغير مصاحب للنفط.
- مصفاة بترول جازان: وتبلغ سعتها الإنتاجية 400.000 برميل/يوميَا، وتنتج البنزين والديزل ذي المحتوى الكبريتي فائق الانخفاض.
إحصائيات عن شركة أرامكو
- بلغ عدد العاملين في شركة أرامكو 70.000/سنة 2022
- بلغت إيرادات شركة أرامكو 600 مليار دولار أمريكي/سنة 2022
- بلغ صافي أرباح شركة أرامكو 160 مليار دولار أمريكي/سنة 2022
- بلغت القيمة السوقية لشركة أرامكو 2.4 تريليون دولار أمريكي/سنة 2024