كان من الممكن أن يحقق مسلسل ضرب نار نسب مشاهدة أكبر، خاصة وأن الثنائي أحمد العوضي وياسمين عبد العزيز بينهما تناغم واضح، ويقدمان أداء تمثيليا مميزا في معظم المشاهد، ولكن هناك بعض الأمور ساهمت في أن يتلقى المسلسل الكثير من سهام النقد، والتي هي محور حديثنا في هذا الموضوع.
المشاهد التي ينجو فيها الفنان أحمد العوضي، والذي يقدم شخصية جابر في المسلسل، تذكرنا بما كان يحدث في الأفلام الهندي في فترة التسعينيات.
ونتحدث هنا عن البطل الخارق الذي لا يهزم، ولكن الفارق الوحيد هو أن البطل في الأفلام الهندي كان أحيانا يصاب بطلق ناري أو حتى يموت.
وهناك أمر آخر مهم، هو أن بطل الأفلام الهندي كان يواجه خصوما أقوياء، لكن في مسلسل ضرب نار يحاول المؤلف خلق بطلا أسطوريا من جابر دون مبرر درامي واضح.
وإذا تابعت كل المشاهد التي انتصر فيها جابر على خصومه، سواء في القرية أو تجار السلاح في الجبل؛ سوف تكتشف أن البطل فاز بكل المعارك ليس لقوته ولكن لضعف أو غباء الخصوم.
هناك عدة مشاهد أكدت على أن البطل ينجو لا لشيء إلا لرغبة في نفس المؤلف والمخرج، وكان أبرزها في الحلقات الأولى، حين استطاع جابر النجاة من سيل من الأعيرة النارية التي أطلقها عليه رجال عائلة الديب على بعد أمتار منه، ورغم ذلك لم يتعرض لأي إصابة.
والمشهد الثاني كان مع شخصية رعد، الشخص الذي يتحكم في حركة مرور السلاح في الجبل، في البداية المخرج قدم هذه الشخصية على أنها لا تقهر، وفجأة سيطر عليه جابر بكل سهولة وخر أمامه راكعا يطلب الصلح، وهو أمر غير منطقي.
والمشهد الثالث كان في الحلقة 23 والتي عرضت أمس، عندما تمت ملاحقة جابر في أحد الطرق الجبلية الوعرة، حين كان يستقل سيارته، وفجأة ظهرت سيارة من خلفه وبدأ إطلاق النار عليه بكثافة من أسلحة متطورة، وفي لحظة توقف البطل ونزل من سيارته وأطلق النار على الرجال الذين يلاحقونه وقضى عليهم دون أي رد فعل منهم.
في النهاية نود أن نقول: إن أي نقد نقوم بتوجيهه إلى مسلسل ضرب نار أو صناعه، لا يعني أن العمل غير جيد، ولكنها رسالة نود أن نرسلها إلى كل صناع الدراما مفادها: إذا كنت تريد أن تخلق بطلا لا يقهر؛ يجب عليك أن تجعله يفعل أشياء تبهر المشاهد وتكون مقنعة دراميا، وأن يحل الأزمات بطريقة تظهر حجم الذكاء الذي يتمتع به، وأن يواجه خصوما في نفس قوته ولديهم نفس الذكاء، حتى تظهر قدراته، وعندها سوف تحقق النجاح الذي يستحق التصفيق.
ولا الافلام الهندي مشاكل واخصام بدون سبب مع مهرة وهي خلعها ويقول مراتي