في منتصف ديسمبر من عام 1991 وبالتحديد مساء الرابع العاشر من نفس الشهر كانت أجساد المصريين تتهاوى من سطح العبارة سالم لتلطم بمياه البحر الأحمر لتواجه مصيرها إما أن تبتلعها المياه أو تتعلق بجثة أصبحت هي طوق النجاة!
كانت العبارة سالم اكسبريس في طريق عودتها إلى ميناء سفاجا بعد أن أقلعت من ميناء جدة بالسعودية منتصف يوم الثالث عشر وتستغرق الرحلة نحو يوم ونصف أي ما يقرب الستة وثلاثين ساعة؛ وعلى بعد ما يقارب سبعة أميال وفي تمام الساعة الحادية عشر من مساء الرابع عشر أرسل قبضان العبارة إشارة إلى ميناء سفاجا بقرب وصوله إلى الميناء إلا أنه وبعد مرور خمسة دقائق أرسل القبضان رسالة استغاثة إلى الميناء يخبرهم بغرق العبارة بعد اصطدامها بالشعاب المرجانية؛ ما عجل بعملية الغرق خلال سبعة دقائق من الاصطدام!
ووفقًا لما نشرته مراسلة جريدة نيويورك تايمز بالقاهرة آنذاك كيم كريف أن سبب غرق العبارة هو قيام قبطان العبارة بتغير مسار الرحلة متخذًا طريقًا غير مصرح به للملاحة ما أدى إلى اصطدام السفينة بالشعب المرجانية بالإضافة إلى الطقس السيء لتّسرب المياه لجسم السفينة خلال دقائق معدودة لم تمكن طاقم السفينة من إنزال قوارب النجاة بشكل كامل.
أحد التقارير الصحفية والمنشورة في جريدة الأهرام أشارت إلى تعمد قبطان السفينة تغيير مسار الرحلة رغبة منه في اختصار الطريق وتقليل مدة الوصول ويدعم هذه القول شهادة الناجين في جريدة البوابة نيوز وبوابة الوطن بأن قبضان السفينة حسن مورو اعتاد أخذ طرق مختصرة خلال رحلاته.
تضاربت التقارير حول إجمالي عدد ركب العبارة فيشير موقعSea Horse المعني بحركة الملاحة والنقل البحري أن إجمالي عدد ركاب العبارة وصل لنحو664 بما فيهم أفراد طاقم العبارة والبالغ عددهم 71 فردًا لم ينج منهم إلا 179 بينما ظل 485 ركابًا في عداد المفقودين بينما تشير تقرير أخرى بأن إجمالي عدد الركاب وصل قارب الـ1000 ركاب فوفقًا لتقرير Enterprise فإن عدد الجثث التي عثر عليها وصل لنحو860 جثة.
استقر حطام السفينة على عمق أثنين وثلاثين مترًا قرب ميناء سفاجا ويشير موقع Scubaboard المعني بالغوص واكتشاف أعماق البحار بأن موقع غرق السفينة يثير فضول هواة الغطس لاستكشاف حطام السفينة وأمتعة الركاب التي مازالت محتفظة بحالتها قبل غرق السفينة على نحو الملابس والدرجات وغيرها من أمتعة كان يجلبها المتغربين لأبنائهم؛ إلا أن التقرير أشار إلى خطورة الغطس في المنطقة لاحتمالية التعثر بجثث أو الإصابة بصدمات نفسية جراء رؤية موقع منكوب فقد المئات فيه أرواحهم.