أقامت وزارة الآثار ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، مؤتمر إعلامي عالمي للإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة بمنطقة تونا الجبل الأثرية بمحافظة المنيا، وهذه الاكتشافات نتيجة التعاون العلمي الأثري بين جامعة المنيا ممثلة في مركز البحوث والدراسات الأثرية بجامعة المنيا ووزارة الآثار متمثلة في منطقة أثار مصر الوسطى، حيث تمكنت البعثة الأثرية المشكلة من جامعة المنيا ووزارة الأثار من العثور على هذه الاكتشافات الأثرية الكبيرة التي سيتم إعلن عنها أمس.
وشارك في إحتفالية الإعلان عن الاكتشافات الأثرية بمنطقة تونا الجبل الأثرية، أمس، كلا من وزير الأثار الدكتور خالد العناني، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة داليا المشاط وزيرة السياحة، ومحافظ المنيا اللواء قاسم حسين، ورئيس جامعة المنيا الدكتور مصطفي عبد النبي، وعدد من السفراء والوزراء.
وهذا ولقد وصل وزير الأثار الدكتور خالد العناني والدكتورة رانيا المشاط وعدد من السفراء، إلى محافظة المنيا، أول أمس الجمعة، وذلك لمتابعة الاستعدادات الخاصة بالإحتفالية والمؤتمر العلمي الإعلامي العالمي للكشف عن اكتشافات أثرية جديدة بمنطقة أثار تونا الجبل مركز ملوي بمحافظة المنيا.
وأستقبل وزير الأثار ومرافقيه، أمس، محافظ المنيا اللواء قاسم حسين، وقاموا بجولة تفقدية للمنطقة الأثرية بتل العمارنة بمركز دير مواس بجنوب محافظة المنيا، وجولة تفقدية لمركز الزوار والمنطقة الأثرية ببني حسن الشروق بمركز أبو قرقاص، وذلك بحسب بيان صادر من محافظة المنيا على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وبيان صادر من المركز الإعلامي لجامعة المنيا على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
أما عن الاكتشافات الأثرية التي أعلنت عنها وزارة الاثار، فقال وزير الاثار الدكتور خالد العناني انها عبارة عن مجموعة من غرف الدفن حفرت ونقشت في الصخور ويوجد بداخلها عدد كبير من المؤمياوات، وهذه المومياوات مختلفة الأحجام والجنس أي أنها منها مومياوات لذكور وإناث وأطفال.
وقال وزير الآثار أثناء كلمته في المؤتمر أن هذا الاكتشاف هو الاكتشاف الأثري الأول الذي يعلن عنه في عام 2019، وأن عام 2019 سيشهد المزيد من الأكتشافات الأثرية في جميع محافظات الجمهورية، وأن اكتشاف تونا الجبل هو الأكتشاف الثالث في محافظة المنيا منذ توليه منصب الوزير.
وأكد وزير الآثار الدكتور خالد العناني أن الاكتشافات الأثرية بمنطقة أثار تونا الجبل الأثرية هي عبارة عن قبرأسري كان لعائلة من الطبقة المتوسطة، والمومياوات التي عثر عليها داخل القبر بحالة جيدة من الحفظ، ومن بين هذه المومياوات عثر على مومياوات أطفال ملفوفة بقطع وشرائح من الكتان أو مزينة بخط اليد الديموطيقية.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفي وزيري أن قطع الفخار والبرديات التي عثر عليهما داخل المقبرة هي التي ساعدت على تأريخ المقبرة ومعرفة تاريخها أو الفترة الزمنية لها، والتي ترجع إلى العصر البطلمي أو الفترات الرومانية المبكرة والبيزنطية.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الأساليب المستخدمة في دفن المؤمياوات داخل القبر اختلفت من حيث الأسلوب، فنجد أن بعض المؤمياوات عثر عليها مدفونة داخل حجر أو توابيت خشبية، والبعض الأخر عثر عليهم مدفون في الرمال أو على أرضية المقبرة.
وعثر عليها بجوار الاستراحة الخاصة بمركز البحوث والدراسات الأثرية بجامعة المنيا والموجودة بمنطقة تونا الجبل الأثرية.
وضم فريق البعثة الأثرية من الجانب الأثري والعاملين بوزارة الأثار كلا من جمال أبو بكر السمسطاوي مدير عام مناطق أثار مصر الوسطى، والأثري فتحي عوض مدير منطقة أثار ملوي الأثرية، ومجموعة من الأثريين أو مفتشي الأثار بمنطقة ملوي الأثرية ومحافظة المنيا.
وشارك في البعثة الأثرية من جامعة المنيا رئيس مركز البحوث والدراسات الأثرية بجامعة المنيا الدكتور جمال صفوت، ووكيل كلية السياحة والفنادق الدكتور الطيب سيد، ومجموعة من أساتذة الأثار بجامعة المنيا.
ويذكر أن جامعة المنيا بالتعاون مع وزارة الأثار المصرية بدأت أعمال الحفائر والبعثة الأثرية في منطقة تونا الجبل الأثرية في فبراير 2018، وأنهت الموسم الأول من أعمال الحفائر بالمنطقة في مايو الماضي، وأسفر الموسم الأول من الحفائر في منطقة تونا الجبل الأثرية عن الكشف عن ثلاث مقابر جماعية بها مجموعة من المومياوات والتوابيت الأثرية، وبعض الأواني الفخارية الأثرية، هذا بالإضافة إلى بعض المسارج وسمكة محنطة واكتشافات أثرية أخرى.
والجدير بالذكر أن منطقة أثار تونا الجبل الأثرية تقع على بعد 7 كم غرب منطقة الأشمونين، وهي جبانة أثريه تمتد لمسافة 3 كيلو متر، ومنطقة تونا الجبل الأثرية هي الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين والتي كانت عاصمة الإقليم 15 من أقاليم مصر العليا.
وأشتق أسم منطقة تونا الجبل من الكلمة المصرية القديمة “تاحني” والتي تعني البحيرة، وهذا أشارة إلى البحيرة التي كانت تتكون في المنطقة نتيجة لتجمع مياه الأمطار، ولكن في العصر اليوناني تحرف الاسم لتنطق “تاونس”، وفي العربية وعند العرب تم تحريفها إلى تونه أو تونا، وأضيفت لها بعد ذلك كلمة الجبل لكي تميزها عن المنطقة السكنية المجاورة لها والتي تعرف باسم تونا البلد، وأيضا لأنها تتميز بطبيعية جبلية صخرية.