هل تتذكرون نجاح الموجي أو الواد مزيكا أو هرم.. صرخ ساعتين قبل وفاته وكان عدو الحزب الوطني المنحل
بلا شك لا نستطيع أن ننسى نجاح الموجي الفنان المصري الجميل الذي أمتعنا بأدواره الفنية الممتعة طوال سنوات حياته، والذي اشتهر بكراهيته للحزب الوطني المنحل الذي كان يترأسه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
رحل نجاح الموجي عن عالمنا فجأة وترك خلفه الكثير من الأعمال الفنية الرائعة التي نشاهدها أشهرها فيلم (الكيف )، وأصبحت صور من مشاهده هي الأكثر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
نشأة نجاح الموجي
ولد نجاح الموجي في 11 يونيو 1943 في قرية ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية، واسمه الحقيقي عبد المعطي محمد حجازي الموجي، ولكنه فضل استخدام نجاح وهو اسم شقيقه الذي يكبره بعشرة أعوام ويعاني من ضمور في اليدين، وظل نجاح الموجي يخدمه حتى رحل في عام 1986.
عائلته كانت من الطبقة المتوسطة حيث كان له أربعة عشر أخ وأخت توفي منهم 11 وتبقى ثلاثة، فأبوه كان متزوجا من ابنة عمه وسافر هو وعائلته بالكامل إلى القاهرة من أجل الإقامة في حي حدائق القبة.
أبوه كان يعمل العديد من الوظائف منها دويق دخان حيث كان يستعان به لضبط طعم المعسل الذي يستخدم في الشيشة، وأطفال الحي كانوا يسمونه قرقر وذلك بسبب نحافته الشديدة في هذا التوقيت ووجه الشاحب.
كبر والتحق بكلية التجارة ولكن سقوطه في اللغة الإنجليزية أصابه بالإحباط فانتقل إلى المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وبدأ هناك نشاطه الفني على مسرح المعهد.
تابع بقية المقال في الصفحة التالية:
حياته الفنية
بدأ نجاح الموجي حياته الفنية مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وكانت له أدوار صغيرة وبعد ذلك ابتعد عنهم وانتقل إلى الإذاعة المصرية، وقدم برنامج بعنوان (مسرح الكاريكاتير ).
حاول الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لكنه رسب العديد من المرات في الاختبارات، فانتقل مرة أخرى إلى فرقة ثلاثي أضواء المسرح.
عرفه الجمهور المصري في مسرحية (جوليو ورومييت) وانطلاقته الحقيقية كانت في شخصية الواد مزيكا في مسرحية المتزوجون والتي حققت له نجاحا باهرا، وانتقل الموجي من منطقة الممثل الثانوي إلى أدوار البطولة بعد ذلك.
بعد انتهاء عرض “المتزوجون” في سنة 1979، قرر “الموجي” عدم القبول بالأدوار الثانوية التي ارتبطت بأعمال المقاولات، ظنا منه أن المنتجين سيتهافتون عليه بعد نجاحه في “المتزوجون” ومسلسل “أهلا أهلا بالسكان”، الذي كان انطلاقته في التليفزيون، ولكن المنتجين خذلوه، وظل جالسا في بيته لمدة 4 أعوام، حتى اضطر إلى العمل في سهرة تليفزيونيو عام 1984 مقابل 4 جنيهات، ولكنه رفض تقاضي المبلغ بعد انتهاء الدور لشعوره بالمهانة.
بداية نجاح الموجي الحقيقية
البداية الحقيقية له في عالم السينما كانت في فيلم “أيام الغضب”، والذي بسببه نال جائرة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان دمشق السينمائي. 13- لم تكن علاقته جيدة بالفنان جورج سيدهم، حتى إنه قال عنه في حوار صحفي مع الناقد طارق الشناوي بمجلة “روزاليوسف”: “جورج يظهر إلى جانب سمير غانم على المسرح لكي يحسب عدد الحاضرين والإيراد الذي سيجمعه باعتباره المنتج”.
امتلك “الموجي” أيضاً موهبة إلقاء المونولوجات، وبالفعل صدر له شريط غنائي يحتوي على 6 أغان، ولكن الرقابة رفضت توزيعه.
تابع بقية المقال في الصفحة التالية
وشارك فيما يزيد على 150 عملا فنيا، ما بين أفلام، أشهرها: “أربعة في مهمة رسمية، الحريف، طأطأ وريكا وكاظم بك، التحويلة، البحر بيضحك ليه، كيت كات”، ومسلسلات أبرزها: “العائلة، الفلوس، أهلا بالسكان، سر الأرض، بوابة الحلواني”، ومسرحيات منها: “لا مؤاخذه يا منعم، المتزوجون، دلع الهوانم، الورثة، ملك الشحاتين”.
“نجاح” كان موظفا في وزارة الثقافة، ووصل إلى منصب وكيل أول وزارة الثقافة. 17- كان “الموجي” دائم الصدام مع المؤلفين بسبب خروجه عن النصف المكتوب، سواء على المسرح، أو في أفلام السينما.
كاد يُحبس لمدة عام، ويدفع غرامة قدرها ألف جنيه، بعدما رفعت ضده المطربة أنغام دعوى قضائية، تتهمه فيها بالسب، وكان ذلك خلال فترة التسعينيات، وقت عرض مسرحيته “لا مؤاخذة يا منعم”، التي سخر فيها من فنانين كثيرين، وأطلق على أنغام اسم “ألغام”، وفق ما أوضح الكاتب بلال فضل، في حلقة من برنامجه “الموهوبون في الأرض”.
امتلك من الجرأة ما يكفي للهجوم على الحزب الوطني في تصريحاته الصحفية، كما أنه قال إن فيلمه “التحويلة” تعرض للظلم في مهرجان القاهرة السينمائي بسبب مشهد “تحيا مصر” الذي قاله.
وفاته
تزوج “نجاح” من السيدة “عائشة فريد عوض”، وأنجب ابنتيه “شيماء، وأيتن”، وتعمل الثانية مذيعة بالتليفزيون المصري.
روت ابنته “أيتن” تفاصيل آخر ساعتين في حياة والدها مؤكدة أن والدتها أيقظتها من النوم بعدما ألمت بوالدها أزمة صحية مفاجئة، فوجدته في شرفة الشقة يضرب سور الشرفة بيديه ويصرخ قائلا: “يا رب”، فاتصلت على الفور بالمستشفى لطلب سيارة الإسعاف، فوجدتها معطلة، ثم اتصلت بأخرى فوجدت السائق في إجازة، ولم تجد مفرا من طلب شرطة النجدة لإرسال سيارة إسعاف بعدما فشلت كل المحاولات، وخلال تلك الفترة كان “الموجي” يصرخ ويناجي ربه، فذهبت “أيتن” للبحث عن طبيب، وما إن عادت حتى وجدت والدها قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وجاءته بعدها سيارتا إسعاف، ولكن بعد فوات الأوان.