نعيمة عاكف.. لم تمنحها الحياة سوى 37 عاماً، قضتها بين قسوة أب مدمن “للقمار”، والآلام مرض “السرطان” الذي لم تستطع تحملها
في ظل جو خالي من الحب والحنان نشأت نعيمة عاكف وهي لا تعرف معني الاستقرار الأسري، فكان الأب قاسياً كل ما يهمه هو المال وفقط، ولذلك لكي ينفقه على متعته الوحيدة وهي “القمار”، لذلك استغل نعيمه وأختها للعمل في السيرك الذي ورثه عن والده، وذلك لكي يدروا عليه الأموال التي تكفي لمعيشه الحياة وأيضا للعبة التي كان يخسر فيها كل أمواله.
حياة قصيرة مليئة بالأعباء والهوم عاشتها نعيمة عاكف
وكانت الحياة القصيرة التي عاشتها نعيمة عاكف وهي 37 عاماُ، مليئة بالمآسي سواء نفسية أو بدنيه، ففي طنطا نشأت نعيمة عاكف وسط الوحوش والبهلوانات في السيرك، واستغلها والدها منذ أن كان عمر 4 أعوام لتعمل معه في السيرك وتدر عليه الأموال، وقد تزوجت والدها من أخرى وانتقلوا للعيش في القاهرة وتحديا شارع محمد علي، ومن هنا كانت بداية نعيمة عاكف وانطلاقتها الأولي مع فرقة “على الكسار” ثم “بديهة مصابني”، وبعد انتقلت إلى ملهى “الكيت كات” فتعرف عليها المخرج أحمد كامل مرسى وكانت أول تجربة لها كراقصة في فيلم “ست البيت”، وبعد شاركت في فيلم “العيش والملح” والذي كان من أخراج حسين فوزي وبعد مضت عقد احتكار مع شركة “نحاس فيلم” والتي انطلقت منها إلى النجومية.
صعدت سلم النجومية بسرعة الصاروخ، والغيرة كانت سبب طلاقها
وحاولت نعيمة تعويض مافاتها من حنان ودفء الأسرة، فقبلت عرض الزواج من المخرج حسين فوزي رغم فارق السن الكبير بينهما، وانتقلت بعدها للعيش في فيلته في مصر الجديدة، واحضر لها معلمين لكي تتعلم العربية والانجليزية والفرنسية واصبح معها 3 لغات، وبدأت نعيمة في صعود سلم النجومية يوم بعد يوم وذاع صيتها واشتهرت ووصلت لأعلى درجات النجومية، وهنا بدأت الغيرة تدب في قلب زوجها مما أدي إلى طلاقهما، وبعد بعام واحد تزوجت نعيمة من زوجها الثاني وهو محاسب قانوني وانجبت منه ابنها الوحيد محمد.
الحياة لم تمهلها الكثير فهاجمها مرض “السرطان” وأخر ما قالته قبل وفاتها
ولكن الحياة لم تمهل نعيمة القدر الكافي من السعادة فسرعان ما هاجمها المرض، فأصيبت بمرض سرطان الأمعاء ونتج عنه نزيف في المعدة نقلت على اثره إلى المستشفى وبعد معاناة مع المرض والالآمه لفظت نعيمة أنفاسها الأخيرة في 23 ابريل عام 1966 وذلك عن عمر يناهز 37 عام، وكانت أخر كلمات نعيمة وهي على فراش الموت ” محمد.. محمد”.