كتبت: آية الهضيبي
إنَّ السنوات تمُر، وهي العُمر؛ بل أعمارنا ونحنُ لا نشعُر، متى كبُرنا إلى هذا الحد؟
والكِبَر في العُمر أو السن لا يعني النُضج؛ فكم مِنْ طِفلٍ نال منهُ الوجع أعمارًا فأصبح كهلًا وهو في أول الشباب!
هل سنقول ألا ليتَ الشباب يعودُ يومًا؟
نحنُ جيلٌ رأى الكثير مِنْ المآسي التي تجعله لا يتمنى عودة الماضي، وكيف وهو يعلم أنَّ الماضي لن يعود!
أحيانًا هُناك فِكَر وأُمنيات لا تستحق أنْ تأخُذ حيزًا من الذاكرة، ولا يجوز أنْ نبذل في سبيلها جهدًا، ورُبما السبب أنها ليست من نصيبنا مِنْ الأساس ولِنعلم ونتيقن من أنه “لو كان خيرًا لَبقى” ولو كان شرًّا لَما أتىٰ وإنما هو درس لا بُد مِنْ نيله عُنوة أو بالرضا، فيا تُرىٰ كم درسًا حصدت العام الماضي؟
اِقْرَأْ أَيْضًا: الثقة بالنفس عنوانٌ للشخصية المستقلة
يحقُ لنا الندم مع الاستمرار في السعي فلا الحياة تتوقف ولا الماضي يُصَّلح، فلا نملك سوى الحاضر والشيء الثمين الذي نحرص عليه هو كِتابنا، ماذا سيكون فيه؟ حتى المُستقبل ليس بِأيدينا..
ما رأيك في الشوكولاتة؟
رُبما عُرف عنها أنها نُقطة ضعف الفتيات، كم حققن من إنجازات في العام الذي مضى يستحقن وسام المثالية لأجله؟!
ما رأيك في ملابس جديدة مثلًا؟
ولكنها تبلى مع الزمن كما تبلى الأعمار وتفضحها الملامح.
رُبما مبلغ من المال قادر على صُنع الفرح أو التقدير الحقيقي؟
ولكنك لا تملك سوى حُرية التصرُف به لفترة قصيرة وفي النهاية لا يساوي الإنجازات الحقيقية التي فعلتها.
إذا جلبتَ ورقة وقلم وحاسبت نفسك قبل أنْ تُحاسب.. هل ستكون خاسر أم رابح؟
وحصدت النتائج ونظرتَ إلى أعماق بئر الحُزن وخشيت السقوط فيه من جديد، ستسقُط لأنك خائف فقد وُضع في الحسابات وانتهى الأمر.
اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه
“أحيانًا عليك ترك الأمور تأتي كما هو مُقدَّرٌ لها”
بذل المزيد من الجهد والتفكير لن يُجدي نفعًا رُغم ضرورة التخطيط.
عالَم الأحلام واسع والكُل يُمكنه الانضمام مجانًا، ولكن تحقيق الحُلم سَيُكلفك ثمنًا حسب حجم ما تُريد، وحسب مرمى بصرك وامتداده للأُفق، ألقِ نظرة على تِلكَ السنة التي مرت كَغيرها؛ ولكنك مُخطيء إذا أطلتَ النظر، وفي النهاية لا بُد أنْ يُغمَّس فقرُك بالغنى، وألمُك بالرضا، وشقاؤك بالنعيم، وابتلاؤك بالصبر إلى أنْ تلقى الجبر مُضاعفًا مرةً لأنك صبرت ومرةً لأنك تجهل الأسباب والحِكمة، ونصيحتى هي: ألا تقف مكانك..تحرر، غامر، حارب لأجل نفسك ولأجل الحق، سافر، جدِّد ذاتك بشتى الطُرُق، وتذكر أنَّ البحر سرهُ في عُمقه وإن كان ساكنًا، والمياة في غموضها وإن كانت راكضة.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك