ذكرت دار الإفتاء المصرية وهي الهيئة الشرعية الرسمية بالبلاد المنوط بها إيضاح الموقف الشرعى الرسمى لمجريات الأحداث والمعاملات بين المواطنين والعباد أن الممتنع عن أداء صوته الانتخابى آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأى وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسما غير اسمه ويدلى بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغش وتزوير يعاقب عليه شرعا، وقد قال عزوجل: “إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا”
وقد أسس الإسلام لمبدأ الشوري فقد قال سبحانه وتعالى ” فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ” سورة آل عمران آية 159، وقد قال عزوجل:”وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا”سورة البقرة آية 282
وذكر الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية نحن في اطمئنان من أن التشريعات المصرية ستكون ملتزمة بمبادئ الشريعة الإسلامية، وهو ما يبطل حجج من يحرم الديمقراطية لظنهم أنها قد تعطى مجالا لسن قوانين أو دساتير تخالف الشريعة الإسلامية، وعندما ننظر إلى الواجب الوطنى في قضية الاستحقاق الانتخابى التى تجرى في الأمة فإننا نحتاج إلى تحقيق المصلحة، وابن القيم عبر عن ذلك قائلا: (أينما وُجدت المصلحة فثم شرع الله) فحيثما وجدت المصلحة للوطن من حيث الآليات والأنظمة، وما دامت لا تخالف الشرع فلا حرج في الاعتماد عليها واستخدامها، وأن المسؤولية كبيرة على من ينتخب ويختار حيث يخرج ويعبر عن رأيه بما يعد نوعا من أنواع الشهادة”.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الامتناع عن التصويت في الانتخابات تاركًا لما حثت عليه الشريعة الإسلامية، ومخالفًا لواجبه الوطني، وأن الإسلام هو دين الأمانة مع الله ومع الناس ومع النفس، وقد حث اتباعه على الاتصاف بها وبكل أنواعها وأشكالها؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، فقد وجهت الشريعة الإسلامية لأمر الشوري في اختيار ولي الأمر، وكفل الدستور ذلك بديمقراطية التصويت في اختيار المرشحين لأي منصب قال تعالي ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾، حتى يتم الإدلاء بالاختيار على أتم الوجوه وأكملها.
وقال تعالي ﴿وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا﴾، وقال تعالى ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، أو لذوي قربى قال تعالى ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ﴾، قال صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)، وروي عن أَنَّالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ. رواه أبو داود وفي ذلك دليل لقول من قال: إنه يجب على المسلمين نصب الأئمة والولاة والحكام”
وبناء على ما تقدم فإن المشاركة في الانتخابات بحسب “مركز الأزهر للفتوى” أمانة وواجب وطني يجب المشاركة فيه والممتنع مخالف لأوامر لتلك الأمانة والواجب الوطني.
المصدر: الموقع الرسمي لمركز الأزهر العالمي للفتوى، الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية