فوزية فؤاد شقيقة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان وولية العرش المصري ثم ملكة إيران ثم ولية العرش مرة أخرى، قصة حياة مليئة بالتقلبات والصعود والهبوط، فإليكم قصة حياتها:
في عام 1939 تزوجت فوزية وعمرها 17 عامًا من الأمير الإيراني محمد رضا بهلول ولي عهد العرش الإيراني في ذلك الوقت، وقد تم الزواج لأسباب سياسية بحتة ولم يكن هناك حديث عن الحب بين الزوجين، وقد التقى بها مرة واحدة فقط قبل الزواج وأقيم حفل الزفاف الأول في القاهرة، ثم انتقل الزوجان إلى إيران وأقيم حفل الزفاف الثاني في طهران.
بعد أن أقام الزوجان في القصر الرخامي في إيران، سرعان ما تم إرسال والد الأمير محمد إلى المنفى، بعد الثورة التي أطاحت به وحان وقت تولية وريثه محمد زوج الأميرة فوزية العرش، لتصبح هي بذلك أكثر شهرة وتتحول من أميرة إلى ملكة إيران.
وقد منحتها الصحافة الإيرانية ألقابًا جديدة من بينها “الزهرة الآسيوية”، وسعي الجميع إلى التقرب منها والدخول في دائرة معارفها، ومن محمد أنجبت ابنة واحدة اسمتها “شهناز” ولكن زواجها من ملك إيران لم يجلب لها السعادة على الإطلاق، حيث لم يكن زوجها مخلصًا لها، وعانت هي نفسها من مشاكل صحية وجسدية وعاطفية وفقدت الكثير من وزنها.
وفي عام 1945 طلبت فوزية فسخ عقد الزواج وعادت بعد ذلك إلى وطنها مصر، وأصبحت وريثة العرش مرة أخرى بعدما كانت ملكة إيران، كما أنها تركت ابنتها شهناز مع والدها، وفي عام 1949 تزوجت الأميرة فوزية من الأمير إسماعيل شيرين، وانتقلت فوزية فؤاد مع زوجها إلى منزلها في القاهرة كما أمضوا جزءًا من وقتهم في الإسكندرية، وقد توج الزواج بولادة طفلين، الكبرى نادية والصغير حسين.
وفي عام 1952 نجح تنظيم الضباط الأحرار في خلع الملك فاروق شقيق الأميرة فوزية، وسُمح للملك المخلوع بالخروج من مصر فذهب إلى إيطاليا ولم يعد أبدًا إلى مصر حيًا، وكذلك فعل العديد من أفراد العائلة المالكة، ولكن الأميرة فوزية اختارت البقاء في مصر، وقبلت بتجريدها من الألقاب المزايا والألقاب الملكية بشكل كامل، واستقرت في فيلا بالإسكندرية، وبدأ الجميع في التخلي عنها تدريجيًا، وعاشت حياة هادئة ومتواضعة.
في عام 1976، قام الرئيس أنور السادات بزيارة مجاملة إلى فيلا فوزية تناول فيها الشاي وأظهرت له الأميرة والملكة السابقة ألبومات العائلة، وفي المرة التالية، دُعيت هي نفسها لزيارة القصر الملكي الذي كان منزلها في السابق وقد تعرف العديد من الخدم عليها بمجرد رؤيتها وقاموا بتحيتها والترحيب بها، وخلال الزيارة قالت بابتسامة: “لقد فقدت التاج مرتين، كنت ملكة إيران، وكنت أميرة هنا، لقد ذهب كل شيء، لا يهم”.
توفيت فوزية عام 2013، وكان عمرها آنذاك 91 عامًا، ودفنت بجوار زوجها الثاني شيرين في القاهرة.