مصر حققت نقلة نوعية كبيرة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة
150 تريليون دولار احتياجات العالم لمنع ارتفاع درجة حرارة الكوكب عن 1.5 درجة
أكد الدكتور سيفي كياعي، مدير مشروع التميز في الطاقة والأستاذ بجامعة ولاية أريزونا أن التعاون بين التعليم العالي والصناعة والجهات الحكومية هو السبيل لإيجاد الحلول المبتكرة لدعم تحول الطاقة في مصر، وأضاف أننا بحاجة إلى تبادل الأفكار بين خبراء قطاع الطاقة حول تطوير برامج الطاقة وتلبية احتياجات القطاع للبحوث العلمية عالية الجودة والقوى العاملة الماهرة، مشيرًا إلى دور مركز التميز في الطاقة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري الذي عقده مركز التميز في الطاقة، الممول من الشعب الأمريكي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID الذي تنفذه جامعة أريزونا، لأصحاب المصلحة، الأحد 26 مايو 2024 بالقاهرة.
تحدث المهندس محمد مجدي العربي، رئيس البحوث والتطوير بمجموعة شركات ومصانع العربي، عن أهمية دور التكنولوجيا والبحث العلمي في مجال الصناعة لتحقيق أهداف تحول الطاقة، فضلًا عن أهمية البحث العلمي في تطوير الاقتصاد المصري وضرورة سد الفجوة بين البحوث الأكاديمية والاحتياجات العملية للصناعة.
المهندس مجدي العربي خلال اللقاء_ مصدر الصورة عدسة: نجوم مصريةمشروع عملاق
وتحدث المهندس هشام الجمل، رئيس جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان، عن التحديات التي تواجه قطاع الطاقة وسبل التغلب عليها، مشيرًا إلى دور البحث العلمي في تقديم حلول مبتكرة للصناعة، وأضاف الجمل أن مصر حققت نقلة نوعية كبيرة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، سواء الشمسية، المائية، الرياح منذ صدور قرار رئيس الجمهورية بإصدار القانون رقم 203 سنة 2014 بشأن تحفيز الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وسلط الجمل الضوء على مشروع بنبان العملاق في أسوان، الذي يعد ثالث أكبر مشروع من نوعه في العالم، حيث ينتج حوالي 1،465 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، بإجمالي استثمارات تتجاوز 2.2 مليار دولار.
إجراءات التكيف
ومن جانبه استعرض المهندس أحمد عبد ربه، مستشار الطاقة والبيئة في وزارة البترول والثروة المعدنية، الأعمدة الرئيسة للتحول بمصر إلى الطاقة المستدامة، وأفاد أنننا بحاجة إلى دعم فني ومادي لتطبيق التقنيات الجديدة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن الصناعة.
وأضاف أن العالم يحتاج إلى استثمارات تراكمية تصل إلى 150 تريليون دولار لمنع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، من خلال تنفيذ إجراءات التكيف مع تغير المناخ والحد منه، التي تشمل بشكل رئيس زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وتقليل انبعاثات الكربون، وزيادة إنتاج الكتلة الحيوية، وزيادة إنتاج الهيدروجين، كما أشار إلى ضرورة تقديم الدعم للدول النامية وتمويل جهودها لتحقيق أهداف تحول نظم الطاقة.
مركز التميز في الطاقة يناقش الفرص والتحديات لدعم تحول الطاقة في مصر_مصدر الصورة: عدسة نجوم مصريةحضر اللقاء خبراء في قطاع الطاقة والصناعة والأكاديميين والوكالات الحكومية والمنظمات غي الحكومية لمناقشة الجوانب الحيوية لعملية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في مصر، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الحالية واغتنام الفرص الناشئة لتطوير قطاع الطاقة.
عرض أعضاء هيئة التدريس والطلاب من الجامعات المصرية الشريكة للمركز، عين شمس، المنصورة، أسوان، نتائج جهود المركز في تطوير المناهج المتعلقة بالطاقة والاستثمارات في مختبرات ومعدات جديدة بكليات الهندسة بتلك الجامعات، بالإضافة إلى تمويل المشروعات البحثية، وبرامج تبادل الطلاب والأساتذة، ومسابقات الطاقة المتجددة، وبرامج ريادة الأعمال وتطوير المشروعات.
يذكر أن مركز التميز في الطاقة تديره جامعة ولاية أريزونا منذ عام 2021 بالشراكة مع ثلاث جامعات مصرية(عين شمس، المنصورة، أسوان)، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدعم من الشعب الأمريكي.
يهدف المركز إلى مساعدة مصر على تحقيق هدفها المتمثل في الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 42% بحلول عام 2035، وتمكين مصر من أن تصبح دولة رائدة إقليميًُا في مجال الطاقة النظيفة.