سيناريو وحوار: محمد الشهاوي
رسوم: أسامة علي
دار حوار بين ستهم وزوجها المواطن شلبي الطرمخاوي تطالبه فيه بعلبة حلاوة المولد من النوع الفاخر ومن حلواني شهير لأن ابنة خالتها تمادر ستأتي لزيارتهم هي وابنتها وزجها ولابد من “الفشخرة” عليها لأنها “باكسة وسماوية” بحسب وصفها..
ستهم: بقول لك إيه يا شلبي.. ماتنساش بقى حلاوة المولد وأنت جاي بكرة مولد النبي فاضل عليه يومين فرحة العيال بدخلتك عليهم بالحلاوة بالدنيا
حاول شلبي التهرب باستخدام الدين
شلبي: استغفر الله العظيم.. حلاوة إيه يا ولية.. أنتِ هتكفري.. دي بدعة.. استغفري ربنا.. استغفري ربنا.. أنتِ اتشيعتي ولا إيه؟
ستهم بغباء: اتشيعت فين ياخويا ماعاش ولا كان اللي يشيعني !
شلبي: يا ولية يا أم جهل اتشيعتي اللي في دماغك دي اتمسحت من قاموس اللغة من 40 سنة، أنا أقصد بقيتي شيعية !
ستهم تتعصب: بقول لك إيه يا شلبي ماتخدلش الدين في الحلاوة.. والحلاوة هتيجي يعني هتيجي فبلاش البقين بتوع كل سنة دول !
ما إن رضخ شلبي لرغبة زوجته حتى أضافت كأي زوجة مصرية أصيلة ملحق الطلب
ستهم: هتجيب لنا بقى من حلواني “العبس” علبة مفتخرة تملاها لوزية على فستقية على بندقية على كاجو وماتجيبش الحاجة الشعبي دي عشان “طماضور” بنت خالتي جاية تزورنا في الموسم هي وبنتها وجوزها وأنت عارف إنها “باكسة وسماوية” فمش عايزينها تنطط علينا.. لازم تشوف العز اللي عندنا
يتعصب شلبي: يا ولية أنا مالي ومال بنت خالتك مش لما تعرفي تنطفي اسمها الأول تبفي تتفشخري عليها، وبعدين عز إيه اللي عندنا ده أنا موظف حكومة شحات مرتبي شاكب راكب مايكملش 1000 جنيه، وكاجو إيه اللي عايزاه عشان تمادر، الله يرحم أبوكم لما شاف الكاجو كان فاكره كلاوي عصافير محمصة !
في اليوم التالي أثناء عودته من العمل قرر شلبي شراء حلاوة المولد ليدخل الفرحة والسعادة على أولاده كأي أب مصري بسيط يفشل دائمًا في تلك المحاولة لأسباب اقتصادية، ومن ناحية أخرى تجنب ليلة نكد من جانب زوجته، ودخل مباشرة على أشهر حلواني بمنطقة وسط البلد وقرر استقطاع 150 “أهيف” من راتبه ظنًا منه أن المبلغ سيشتري علبة فاخرة، وصل شلبي ليجد الطابور يصل لخارج المحل ولكنه أقل من الطابور الذي كان يراه سنويًا في هذه المناسبة النصف تقريبًا، فدخل شلبي إلى منتصف الطابور ليمارس الفهلوة كمواطن مصري أصيل ونجحت حيلته، ورغم طول الطابور إلا أنه على عكس عادة طوابير مصر فرغ الطابور سريعًا حتى وصل شلبي ليرسم ابتسامة بلهاء في وجه الكاشير المتجهم !
شلبي: سامو عليكوا يا مولانا.. كل سنة وأنت طيب.. حات أبوك خد الـ150 دول شبرقنا بيهم إيشي بندقية على لوزية على كاجو بقى على فستقية على الحاجات المفتخرة دي.. يلا عن ماحدش حوش
يتعصب الكاشير ويعلو صوته في الجميع
الكاشير: 150 جنيه إيه يابا الحاج اللي عايز تتشبرق بيهم، أقل علبة هنا بـ400 جنيه ودي فيها العلف الشعبي حمصية وفولية وسمسمية والقرص الأبيض التقيل اللي ماحدش بيحبه بس بنحطها عشان توزن العلبة،.. والنبي يا جدعان اللي معاه أقل من 375 جنيه يتفضل يهوينا 500 واحد لغاية دلوقتي يجي يقول لي 50 و100، والعلب اللي بتمنوا نفسكم بها من 600 لحد 3000 جنيه اللي ماعهوش مايلزموش !
انكسر خاطر شلبي وغالبية من في الطابور فجأة خرج أحدهم يبدو أنه من جيل ثورة 19 ليعلن أن هذا الحلواني ملك جماعة الإخوان ويريد أن يمنع المصريين من الفرحة بحلاوة المولد.
الرجل: عليا النعمة من نعمة ربي المحل ده إخوانجي.. وعايز يكسر فرحة “المسرييين” بحلاوة المولد ودي مؤامرة خارجية عشان يعمل مناخ تشاؤمي يحبط “المسريين”.. والله “سحيح” !
أحدهم: ياحاج كرهتونا في عيشيتنا ودمرتوا مستقبلنا ولسه هتكلموا فتي.. إيه اللي دخل الإخوان في الحلاوة.. منك لله يا أحمد موسى أنت وأصحابك !
الرجل يتعصب: طب عليا النعمة الجيش عامل علب حلاوة عنب وبتبدأ بخماشر جنيه.. تحيا مسر يا شباب بايظ مايعرفش عن “الوتنية” حاجة !
راقت الفكرة لشلبي ولكنه عاد شلبي إلى منزله بعدما دار على كل منافذ بيع القوات المسلحة التي يعرفها كي يشتري منها ولكن نفذت حلوى الجيش، فعاد ليواجه مصيره في منزله “ودارت الخناقة”..
شلبي : يا ولية بقول لك العلبة الشعبي بـ375 جنيه يعني نصف مرتبي والعلب التانية وصلت 1000 جنيه.. أجيب منين !
ستهم: ما هو ده نصيببي أعيش محرومة معاك طول عمري.. كاسر نفسي وكاسفني قدام “طماضور” الباكسة
شلبي: باكسة إيه وقرف إيه عايز أنام.. نامي يا ولية !
نام شلبي من التعب وهروبًا من مطاردة زوجته، ولكن كان ينتظره في الصباح رحلة في طريقه إلى حلاوة المولد، حيث شاهدت زوجته الشيف حسن وهو يعرض طريقة عملها في المنزل..
ستهم: يا شلبي.. يا شلبي.. قوم يا راجل حلتهالك
شلبي: في إيه يا ولية سرعتيني.. إيه هي اللي حليتهالي !
ستهم: هعمل حلاوة المولد في البيت
شلبي: طيب والله كويس.. روحي يلا اعمليها
ستهم: هو إيه اللي روحي اعمليها.. ما أنا محتاجة طلبات عشان أعملها
شلبي: طلبات إيه تاني ؟!
ستهم: هتجيب لي 2كيلو سوداني و2 كيلو حمص و2كيلو وعايزة “كولوكوز” !
شلبي: إييييييييييه يا ولية كل ده هو انا قاعد على بنك.. وعايز “كولوكوز” في إيه إذا كان شاححص في المستشفيات !
ستهم: تعيش وتجيب لي ياخويا.. آه نسيت أهم حاجة.. عايزة 10 كيلو سكر
شلبي: 10 كيو سكر ! أنتِ مجنونة يا ولية مافيش سكر في البلد والكيس لو لاقتيه بـ20 جنيه.. غوري يا ولية من وشي !
ستهم: وأنا مالي الشيف حسن هو اللي بيقول.. ما هو يا تجيب الحلاوة الجاهزة يا إما تتصرف في سكر من أي حتة وتتكلف المكسرات بس !
كالعادة “دارت الخناقة” وانتهت باستسلام شلبي ومحاولة البحث عن حل، فاتصل شلبي بهريدي ابن عمه في كفر المغيبين ولاقى طلب شلبي القبول الشديد لدى هريدي.
شلبي: الوو.. إزك يا هريدي.. عامل إيه يا واد عمي؟
هريدي: الوو.. واد عمي شلبي بيه.. والله التلافون بيرجص من الفرحة
شلبي: اتوحشتني يا هريدي.. كنت مزنوق ومحتاج منك خدمة
هريدي يتعصب بشدة: مزنوج كيف واحنا موجودين في ضهرك يا فخر العيلة.. جول لي مزنوج في إييييييه.. طلاج تلاتة من بهانة لاكون جايب اللي زنجك ده في شوال !
شلبي: يا هريدي اديني فرصة أفهمك.. الولية مراتي شافت الشيف حسن بيعمل حلا…
يقاطعه هريدي: طلاج تلاتة من بهانة لأجيب “الشيخ حسن” ده في شوال !
شلبي: الشيخ حسن مين ده اللي هتجيبهولي في شوال يا هريدي.. ياعم أنا مزنوق في 10 كيلو سكر عشان الولية تعمل حلاوة المولد زي ما قال الشيف حسن.. تقدر تتصرف لي فيهم وتجيلي النهاردة؟
هريدي: يكونوا عندك على العشية هم و”الشيخ حسن”.. ده احنا مانشربش الشاي طول ما أنت محتاج السكر ديه يا واد عمي !
وأغلق شلبي الهاتف وجمع هريدي 12 كيس سكر ووضعها فوق الفيزبا وانطلق إلى محطة القطار ليصل لشلبي فجرًا ويقابله في محطة مصر..
شلبي: أهلا بهريدي واد عمي.. طول عمرك شهم يا هريدي
هريدي: عيب تجول الكلام ده يا واد عمي.. اركب يلا عشان أوصل لك بالسكر
شلبي: ياعم اركب إيه.. أنت جايبالفيزبا في القطر.. أنا هاخد تاكسي من هنا لحد البيت الطريق فاضي دلوقتي
هريدي: طلاج تلاتة من بهانة ماني معاود إلا أما أوصل السكر لحد البيت
شلبي: ياهريدي الوقت متأخر وأنت معاك سلاح هنروح في داهية بالسكر ده !
هريدي: ماتخافش.. اركب
ركب شلبي على الفيبزا خلف هريدي وحمل أكياس السكر وأثناء سيرهما تم توقيفهما في كمين شرطة بالسلاح والسكر وتم ترحليهما إلى القسم..
وداخل القسم..
الضابط: انتوا بقى الاتنين اللي عاملين أزمة السكر في البلد؟
هريدي بعصبية: سكر إيه ياض أنت اللي عاملينه في “الدزمة” !
الضابط: بتقول إيه يا روح امك !
أمين الشرطة يضرب هريدي: رد على الباشا عدل يالا
شلبي : اسُكت الله يخرب بيتك يا هريدي هنروح في داهية.. منك لله يا ستهم أنتِ والشيف حسن
هريدي: طلاج تلاتة من بهانة لما ألاجي البندجية لأطخك يا واد الوارمة أنت
الضباط: طيب دلوقتي ماقولتوش مين اللي مشغلكم ولا انتوا شغالين لحسابكم
شلبي: ياباشا والله كل الموضع إن الولية عايزة تعمل حلاوة المولد عشان الأسعار نار في البلد وشافت حلقة في التليفزيون تعمل فيها الحلاوة في البيت
الضابط: كمان بتروجوا إشاعات إن الأسعار في البلد مولعة.. انتوا عايزين تسقطوا النظام بقى !
هريدي يتعصب: “عظام” إيه اللي هنسقطها ياض.. ما جالك الولية مرته هي اللي طلبت منه السكر زي ما جال “الشيخ حسن”
الضابط: الشيخ حسن.. كمان إخوان.. ده انتوا قضية عنب.. خلق مناخ تشاؤمي بترويج شائعات عن ارتفاع أسعار الحلاوة، وحمل سلاح لإرهاب المواطنين، وتشكيل حركة إرهابية بقيادة المدعو الشيخ حسن !
شلبي: أحيه.. أحيه.. ياباشا الشيخ حسن مين.. ده حمار.. بقول لك الشيف حسن هو اللي بأف بينطقها غلط.. الله يخرب بيتك يا هريدي لبيت الشيف حسن.. ياباشا والله كل الفكرة إنن اكنا عايزين نعمل حلاوة !
الضابط: عايزين تعلموا حلاوة؟! وماله يا حبيبي.. يا بهنسي.. يا أمين بهنسي.. خد البهوات أوضة الجلاشة عشان عايزين يعلموا حلاوة.. اعملولهم حلاوة هناك.. أنا عايزهم يجولي فلة على بال ما تيجي نتيجة التحريات !
ولا داعي لذكر تفاصيل ماحدث لشلبي وهريدي داخل غرفة الجلاشة، يكفي أنهما يواجهان الآن تهمة حيازة 10 كيلو سكر والإتجار بالسكر في السوق السوداء وخلق أزمات ومناخ تشاؤمي وحمل سلاح بدون ترخيص وتم إحالتهما للنيابة للتولى التحقيق !
تمت
للتواصل مع المؤلف
عبر فيس بوك
محمد الشهاوي
عبر تويتر
@melshahawi
للتواصل مع رسام الكاركاتير
عبر فيس بوك