يقترب وصول فيضان النيل إلى مصر، وترتفع معه المخاوف المصرية من شدته، على الرغم من وجود السد العالي وحمايته للمصريين من الفيضانات، إلا أن هذا الفيضان القادم، له مخاوف خاصة لما فعله من قبل أيام في أثيوبيا وفي السودان، وهذا ما سنوضحه في السطور التالية، لذلك تتخذ مصر الكثير من الاجراءات والتدابير الاحترازية لهذه التوقعات الخاصة أنه سيرتفع قريبًا مستوى منسوب مياه نهر النيل بالأيام القادمة، وهو ما يثير مخاوف من حدوث فيضان هائل متوقع لمياه النهر خصوصًا في بعض محافظات منطقة الدلتا.
الخوف من فيضان النيل أدى لحث مواطني محافظة البحيرة على إخلاء منازلهم
بسبب الخوف العارم من الفيضان القادم، انتقلت بمحافظة البحيرة (شمال)، سيارات تتبع الوحدة المحلية، للسير في وسط البيوت، منذ مساء يوم الأمس (الأحد)، لتقوم بالعمل على حث المواطنين هناك للقيام بإخلاء المنازل التي تقع بمنطقة «طرح النهر».
العوامل التي دعت لتحذير المواطنين بالبحيرة لإخلاء منازلهم
- السبب الحقيقي هو الخوف من وقوع الفيضان بشدة؛ مما يؤدي إلى تضرر المواطنين
- لذلك أصدرت المحافظة الواقعة في دلتا مصر بيان قد ناشدت به؛
- جميع المواطنين وملاك أصحاب الورش وكل الصيادين
- أنه عليهم الإسراع في إخلاء الأماكن القريبة من النهر
- نظراً لأنه من المتوقع حدوث ارتفاع بمنسوب المياه في نهر النيل
- الذي يمكنه أن يسبب غمر الأرض أو يسبب حدوث فيضان في جانبي النهر
- لذلك تهيب الوحدة المحلية بكل المواطنين أن تحدث عمليات الإخلاء للمباني والمنازل وللحظائر
- وأيضًا إخلاء المخازن والأقفاص الخاصة بالمزارع السمكية
- من باب الحرص على سلامة أرواح المواطنين وللحفاظ على جميع الممتلكات
غرق قرية بمحافظة البحيرة منذ بداية سبتمبر لتغرق أكثر من 70 فدان زراعي
ومن بدايات حوادث الفيضان أنه في أول الشهر الحالي، تعرضت قرية من قرى المحافظة إلى الغرق لما هو أكثر من الـ 70 فدان زراعي في وسط تعجب ودهشة المزارعين هناك، والسبب هو بداية ارتفاع لمنسوب مياه النيل، مما جعل المسؤولين يتخذون الحيطة والتدابير الاحترازية اللازمة وعمل الاستعدادات المطلوبة لتفادي حدوث نفس سيناريو فيضان السودان.
حوادث الغرق بفيضان النيل في السودان
حدثت الفيضانات في السودان على مدار الأيام القليلة الماضية؛
- حيث راح ضحيتها غرقى بعدد الـ 118 ضحية ماتت غرقًا
- وأسفرت عن الـ 54 مصاب
- ولقد حدث تضرر لـ 97 ألفاً ولـ 791 فدان زراعي بسب الغرق
- وأدى كذلك لنفوق نحو الخمسة آلاف والـ 950 ماشية
الخوف من فيضان النيل يتزامن مع إزالة المخالفات على حزام النهر
عمل الاجراءات الاحترازية لتفادي فيضان نهر النيل القادم، يتزامن مع عمليات الإزالة للمخالفات والتعديات على أراضي بحواف المجاري المائية، خاصةً مجرى نهر النيل، من فرعي دمياط ورشيد؛
- هذه المخالفات التي جعلت قدرة الشبكة باستيعاب المياه الزائدة محدودة في وقت الطوارئ
- أو في أثناء هطول السيول الغزيرة
- يقوم مركز التنبؤ بالفيضان وهو الذي يتبع قطاع التخطيط والأجهزة بوزارة الري بالعمل على تتبع خرائط الأمطار
- الخرائط الخاصة بنزول المطر على منابع نهر النيل مع أول السنة المائية التي تبدأ بشهر أغسطس الماضي
- وعليه تقوم أجهزة الوزارة بعمل المتابعة في مدار الساعة للفيضان وللأمطار في منابع النيل وحالتهما
- وتتابع حجم المياه الواردة وتتابع وضع الخطط للتعامل الجيد معها
فيضان النيل أو «دموع إيزيس»
يحدث فيضان نهر النيل ضمن دورة طبيعية هامة لمصر؛ حيث يحدث منذ العصور القديمة ـ عصور الفراعنة، ومن ثم بسببه يمتليء النهر بالمياه الكافية لكل عام، في كل العصور الفرعونية القديمة؛ حيث شكل نهر النيل الشريان الجيوي الرئيسي لحياة المصريين.
وفي هذا تروي الأسطورة القديمة عن الفيضان والنهر:
- أن سبب الفيضان في كل عام دموع إيزيس لحزنها على وفاة زوجها وهو أوزوريس
- هذا يوجد في الحضارة الفرعونية القديمة
- الفيضان له أهمية قصوى بالنسبة للحضارة القديمة
- لأنه كانت مياه الفيضان تُعد المصدر الأساسي للزراعة بمصر
- ويفيض النيل من الجنوب للشمال ويصب الفيضان في الدلتا بشمال مصر
- وينتهي بمصب النهر بالبحر المتوسط
- والنسبة إلى الثقافة المصرية القديمة يمثل فيضان نهر النيل؛
- البوابة الخاصة بهم للعالم المجهول
- حيث يفيض النيل مرة كل سنة ويحمل معه المياه الغنية بالطمي
- وحين تنحسر المياه بعد الفيضان يأتي تراكم الطمي في ضفتي النهر ليفيد في الزراعة الجيدة
- ويخصب الأراضي الزراعية
- ويساعد في نمو الحاصلات الزراعية
- وحين يفيض النيل بكميات مياه زائدة وكبيرة فيبدأ المصريين القدامى في بناء السدود لتحمي القرى
- أما الفيضان الصغير فهو يعني أنه لا خصوبة للأراضي الزراعية
- وحين اكتمل بناء السد العالي بأسوان منذ عام 1970م
- توقف الفيضان عن إغراق القرى وظل يوجد متوقفًا خلف السد قريبًا من حدود السودان
من الجدير بالذكر أن المؤشرات البدائية والأولية للفيضان الحالي، أشارت لاستمرار الإمكانية والاحتمالية من أن يكون الفيضان القادم بحدود هو أعلى من مستوى البحر المتوسط، وأن الماء الوارد بشهر سبتمبر للآن هو أعلى من نظيره بالعام الماضي، وجاء هذا وفقًا لما ورد عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الري.
لأول مرة يشهد فيضان النيل ارتفاع بهذا القدر بمنسوب المياه بالنهر
يشهد هذه الأيام نهر النيل ولأول مرة بتاريخه الحديث؛ ارتفاع لامثيل له كبير وهائل بمستوى منسوب المياه لم يحدث من قبل لأكثر من قرن من الزمن، وهذا ما أدى لأضرار فيضانات السودان الحادثة منذ ثلاثة أسابيع.
لذلك فقد حذرت الوزارة من الفيضان، حفاظًا على كافة أرواح المواطنين وكل الممتلكات الخاصة والعامة.