ما الحكمة من الوضوء بعد أكل لحم الإبل؟ الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف يقر بضرورة وجوب الوضوء
من الأمثلة التي ضربها الله لنا في القرآن الكريم هي معجزة خلق الإبل، لأن الإبل في خلقها معجزة كبيرة، وحتى نعلم قدرته وعظمته وإبداع خلقه، وهي من الحيوانات التي أحل الله للمسلمين أكلها والانتفاع بها، حيث نستفيد من جلودها وألبانها، وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”.
مما يثير الدهشة الآتي:
- وفقا لما قاله الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى، وذلك في حديث له مع «الوطن» عن ضرورة الوضوء بعد أكل لحم الإبل، فإنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء حيث روي عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم «أنتوضأ من لحم الغنم؟ قال إن شئت فتوضأ وإن شئت لا تتوضأ، ثم قال أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال نعم توضأ من لحوم الإبل».
- والحكمة من الوضوء بعد أكل لحوم الإبل هي كما أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- أن لحوم الإبل مخلوقة من الشياطين، لذلك هي تورث الغضب عند الإنسان، ولا يطفئ هذا الغضب، وهذه الحالة إلا الوضوء.
- السبب الثاني هو أن لحم الإبل لحم كثير الدسم، أي يتسبب في خروج الريح بسرعة، لذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند أكل لحم الإبل.
- وفي سنن أبي داود قال “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل قال لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال صلوا فيها فإنها بركة” الحديث صححه الألباني.
- ويتضح بذلك أن أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء سواء كان نيئا أو مطبوخا، وقد روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أسيد ابن حضير قال “قال رسول صلى الله عليه وسلم توضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم”.
- وقال النووي وهذا المذهب أقوى دليلا وإن كان الجمهور على خلافه أن الأصل في الأمر الوجوب، حيث يوجد من الأدلة الشرعية ما يصرفه عن ذلك، وليس هناك دليل يصرف هذا الأمر إلى غير الوجوب، أي وجوب العمل بهذين الحديثين وهو القول بنقض الوضوء من أكل لحم الإبل سواء كانت عربية أو غير عربية صغيرة او كبيرة.
- والإبل تجمع أربع صفات فهي حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة، ولكن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ إذا أكلنا لحم الإبل، كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الصلاة في أماكن وجود الإبل أو الأماكن الخاصة بتربية الإبل.
رأي دار الإفتاء المصرية
لكن دار الإفتاء المصرية قالت أن:
- عند جمهور العلماء أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وهذا رأي دار الإفتاء المصرية، وهذه الفتوى بناء على حديث جابر رضي الله عنه حيث قال «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترك الوضوء مما مست النار».
- أما الأكل من رقبة الإبل فإنها أيضا حلال ولا يوجد ما يثبت عكس ذلك.