أثارت القناة الثانية الرسمية للكيان الإسرائيلي جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعية وخصوصاً في مصر بعد تداولها لخبر مفاده أن مصر نقلت توابيت فرعونية لمشفى في القدس، وأرفقت الخبر مع عدة صور لأغطية توابيت من الحضارة المصرية القديمة.
تعليل إسرائيلي لسبب وجود التوابيت في حوزتها الآن
تشير القناة بتغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن التوابيت تم نقلها لإسرائيل وتحديداً لمشفى “شعاري تسيدك” من أجل إجراء التحاليل المتقدمة عليها حيث تلك التحاليل غير ممكن إجراءها في دولة مثل مصر، وهذه التوابيت التي يتجاوز عمرها 4 آلاف عام تحتاج لتحاليل متعددة من ضمنها إجراء كشف الأشعة المقطعية والإيكو دوبلر من أجل معرفة العمليات الدقيقة التي عمل على إنجازها الفنانون والحرفيون من الحضارة المصرية عند تصنيع أغطية التوابيت تلك.
أخبار متضاربة تأتي من موقع i24 الرسمي الإسرائيلي
بحسب الموقع هذا i24، فإن التوابيت لم تنقل من مصر في الآونة الأخيرة، بل أنها مجرد أغطية توابيت، وهي كانت إحدى أجزاء مجموعة التوابيت المصرية التي يجري عرضها في متحف تابع لإسرائيل بالقدس، وتابعت i24 في أنه تم في يوم الأحد 21 أيار من هذا العام نقل أغطية لتابوتين للمشفى، وذكر أن الغطاءين المصريين كانا منحوتين من خشب الجميز وجرى تزينهما بحرفية عالية، ووضح المصدر أن النقل جرى بإشراف أمين قسم التاريخ المصري بالمتحف.
وعقب الموقع في خبره قائلاً أن عملية نقل الأغطية كانت معقدة للغاية، حيث استغرق التنظيم لها 5 أشهر.
من هم أصحاب الغطاءين في الأصل؟
تشير التقارير الإسرائيلية أن الغطاء الأول والأكثر تميزاً بهما يعود لأحد النبلاء في العهد الفرعوني والذي توفي نحو القرن الخامس والسادس قبل الميلاد.
أما الغطاء الفرعوني الثاني المنقول فيعود لشخصية قدر الباحثون على تحديدها وهي أنثى تدعى (جيد موت) التي توفت تحديدا عام 950 قبل الميلاد. أي أن التابوت هذا أقدم من الأول بكثير. واستطاع الباحثون أن يعلموا أن “جيد موت” كانت تعمل كمغنية فرعونية وكانت تؤدي طقوس العبادة للإله آمون رع.
وزارة السياحة والآثار المصرية تبين الحقيقة
جاء بيان الوزارة بشكل حاسم وواضح لينفي الادعاء الإسرائيلي جملةً وتفصيلاً، وقال مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للتاريخ المصري في بيانٍ رسمي للصحافة جرى يوم الأحد أن الجانب المصري لم يقم بإرسال أي توابيت أو أغطية توابيت مصرية قديمة من أي متحف مصري لأي مكان في إسرائيل، ولم تخرج أي قطعة أثار مصرية من البلاد للفحص أو الاختبار أو للدراسة.
وناشد عثمان مسؤولي المواقع والصفحات ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لتوخي الدقة قبل نشر مثل هذه الأخبار لما فيها من ضرر على بلادنا.
وذكر أن الوزارة قد خصصت خطاً ساخناً لكل الشرفاء من المواطنين الراغبين بالإبلاغ عن أي معلومات أو شائعات مغلوطة وهذا الرقم هو 19654، وشدد رئيس المتاحف على ضرورة التواصل مع الجهات المعنية والرسمية قبل نشر معلومات كهذه للتأكد من صحتها.