احتفل محرك البحث العالمى “جوجل”، بذكرى الـ 94 عام على ميلاد المؤرخ المصري الراحل مصطفى العبادي، الذي ولد في الإسكندرية في 10 أكتوبر 1928، ورحل عن عالمنا في يوم 13 فبراير 2017، بعد صراعاً طويل مع المرض، تاركاً خلفه مجموعة من المؤلفات الثقافية والفكرية التى لاتنسى، وتظل في ذاكرة قرائه وطلابه.
وكانت أبرز محطات المؤرخ المصري الراحل مصطفى العبادي، عندما تم تعينه معيداً للتاريخ القديم اليوناني والروماني، وحصل بعد ذلك على درجة الدكتوراه في الفلسفة اليونانية والرومانية من جامعة كمبريدج البريطانية عام 1961، ثم تولى رئاسة جمعية الآثار في الإسكندرية، وحصد العديد من الجوائز، بالإضافة إلى أنه له الفضل في فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية.
أفكار العبادي تأتي من التاريخ
وكانت قد كشف الدكتور عمر مصطفى العبادي، ابن المؤرخ المصري الراحل تفاصيل وأسرار جديدة عن حياة أبيه في حفل تأبين وتكريم له أقامه منذ فترة سابقة، حيث تحدث عن مذكرات والده الذي كان دوما يردد هذه الجملة “مشيناها خطاً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطاً مشاها”، مؤكدا أن أفكار العبادي دائما ما كانت تستوحى من تاريخ الأمم.
وتابع: “والدي كان يتحدث دائما عن التاريخ بيتكلم على تفكيره من التاريخ، ثُم إن مؤرخنا وقف في دراسته للتاريخ موقفاً إنسانياً والتزم بتحكيم العقل المطلق وتنحية العاطفة ومشاعر الانتماء، كما اجتهد في أن يمارس هذا الموقف ذاته في سلوكياته وفي مواجهه الحياة اليومية بكل تعقيداتها الاجتماعية والساسية ونحوها”.
“صورة هيرودوت” تعد تجربة حياة العبادي
وتطرق الدكتور عمر مصطفى العبادي، إلى ما قاله والده عن “صورة هيرودوت”، قائلاً: “ولقد وضعت لهذا العمل” صورة هيرودوت” هذا العنوان ” تجربة حياتي” لأني شعرت أنني في كثيرِ من المواقف التي واجهتها علمياً كانت أو حياتية أنني أمام اختبار أوتجربة ففي العديد من القضايا أو المسائل التاريخية التي تناولتها في دراساتي وأبحاثي لم اقتنع بحكام وآراء من سبقني من الدارسين، كنت أقرر إعادة دراستها من كل مصادرها لأعرف وجه الحقيقة كما تبين لي في العديد منها كنت أوافق على التعرف على رأي أو موقف يختلف عما ذهب إليه من سبقوني، ويأخذ به سائر الدارسين غيري بعد ذلك”.
أسرة المؤرخ المصري الراحل
وأكمل: “والدي تحدث في مذكراته عن أسرته فكان والدته ووالده ينتميان لأسرتين من الطبقة المتوسطة، ويسكنان في شمال غرب الإسكندرية (الوالدة من حي الأنفوشي والوالد من حي رأس التين )، وكان جد والدي يعمل في التجارة، أما والدتها واسمها مهجة، فكانت امرأة ذات عزيمة وهمة عالية، أما والدي عبدالحميد فينتمي إلى أسرة ترجع جذورها إلى المغرب.
انتقال العبادي من القاهرة إلى الإسكندرية
وتحدث نجل المؤرخ الراحل عن سبب انتقال والده العبادي من القاهرة إلى الإسكندرية، قائلا: “ذُكر العبادي في مذكراته أن أسرته انتقلت إلى الإسكندرية، عندما قررت الحكومة وقتها تأسيس جامعة جديدة في الإسكندرية سميت بجامعة فاروق والتي افتتحت في أكتوبر عام1942.
العبادي في رواية ” رحلة إلى إيثاكا”
وأضاف الدكتور عمر مصطفى العبادي، في حديثة عن والده، أنهم كان يزورهم العديد من الشخصيات المرموقة حول العالم، وكان بعضهم يكتب خطاب رثاء في مؤرخنا العظيم ” العبادي”، مؤكدا أنه تفاجأ أن الكاتبة الهندية “أنيتا ديساي” كتبت رواية باسم “رحلة إلى إيثاكا” توصف من خلالها منزلهم وصف دقيق كما قال إنه من الطريف أن تكون شخصيات الرواية تصف والده ووالدته.