من القاهرة لجنين ألف تحية يا شيرين، من القاهرة للقدس الحرة التغطية مستمرة .. ارتفعت أصوات هذه الهتافات لترج جدران وبهو نقابة الصحفيين المصريين، في احتفالية تأبين شهيدة الصحافة الفلسطينية والعربية شيرين أبو عاقلة والتي استشهدت برصاصة غدر صهيونية في الحادي عشر من مايو الجاري.
حضر التأبين المئات من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين والعديد من الشخصيات والرموز المصرية والعربية، بدأت بوقفة بالشموع على روح الشهيدة أبو عاقلة وتسجيل كلمات رثاء في دفتر عزاء.
أكد دكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين ان شيرين أبو عاقلة فجرت
في العالم بهدوء تغطيتها المهنية كل ما كان العالم يتجاهله لسنوات طويلة بأداء مهني رفيع من أجل الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني ان يكون له وطن. فجرت باستشهادها ومقاومة المحتل حتى لجنازتها لدى العالم ما فجرته الادارة الفلسطينية في عقود طويلة.
و أكد رشوان على اننا سنظل ندعم كل حقوق الشعب الفلسطيني المحتل وهى حقوق أقرها التاريخ والشرعية الدولية التي لم تطبق واحد في الألف مما اتخذته من قرارات.
مضيفا اننا كنقابة للصحفيين لم ولن نتخلف منذ انشائها عام 1941 مرورا بحدوث النكبة الفلسطينية عام 1948 أو في من عهود نقبائها و جمعياتها العمومية، عن دعم القضية الفلسطينية، وحظر لكل أنواع التطبيع مع المحتل الإسرائيلي.
و قال رشوان انه سيطرح على مجلس النقابة عدة قرارات منها انشاء جائزة ضمن جوائز الصحافة المصرية باسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة في شئون تغطية فلسطين، فتح حساب جديد لصالح الدعوة القضائية باغتيال الشهيدة أبو عاقلة و دعم كافة الاجراءات القانونية لمقاضاة المحتل على جرائم اغتيالات ما يزيد عن 80 صحفيا فلسطينيا كان آخرهم شيرين أبو عاقلة.
توحيد الصفوف
أكد السفير دكتور سعيد ابو على الأمين العام لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية لم تكن إعلامية فلسطينية متميزة فحسب وانما قدمت للقضية الفلسطينية الكثير بوطنيتها وباستشهادها وحدت صفوف شعب الفلسطيني بطوائفه وأديانه وقواه لتحيي روح الصمود والمقاومة
و في جنازتها كشفت جرائم المحتل الغاشم التي طالما سجلتها شيرين بالصوت والصورة كجرائم حرب ضد الانسانية كما صنفتها مؤسسات دولية.
أضاف أبو علي اننا نطالب بالقصاص لها امام العدالة الدولية وليس فقط بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وتقديم الجناة الى القضاء الدولي النافذ بل بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني واقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
ازدواجية المعايير
السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أشارت أن جرائم الاحتلال لا تنتهي وفي جريمة جديده له سقطت شهيدتنا، سقطت برصاص الاحتلال و هي ترتدي سترة الصحافة، في مخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي الانساني، مضيفة انها خسارة كبيرة جدا، لذا يجب أن نرفع صوتنا لكشف الإزدواجية في تطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية، جريمة يجب أن نتوقف امامها وتكون مناسبة لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية والمطالبة بتحقيق دولي فوري شفاف وعلني في ظروف اغتيال شيرين ابو عاقلة وان نتوحد ليسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة في دولة فلسطينية حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وأوصت خطاب بألا نغض الطرف عن التحقيق الدولي السريع ومسئولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذه الأزمة التي تكشف ازدواجية المعايير فقد تم اغتيال الواجب الإعلامي المقدس وانتهاكه، فهذه الجرائم ستؤدي الى استمرار دائرة العنف متسائلة في نهاية كلمتها اين الإدانة الدولية في مقتل شيرين أبو عاقلة ؟
ومن جانبه وجه دياب اللوح سفير دولة فلسطين في القاهرة لنقابة الصحفيين على القيام بهذه الفاعلية لتأبين الشهيدة أبوعاقلة موجها التحية لشهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية ممن قضوا على تراب فلسطين دفاعا عن القدس ودفاعا عن قضية فلسطين، مضيفا ان مصر لها دين كبير في أعناق الشعب الفلسطيني.
تجديد العهد
وأشار الى ان تاريخ وفاة أبو عاقلة 11 مايو سيكون يوما فاصلا في تاريخ الأمة العربية كمرحلة جديدة من الكفاح الوطني الفلسطيني، فهي جريمة اسرائيلية بشعة مكتملة الأركان وسيتم وضع الملف أمام المحكمة الجنائية الدولية فدم شيرين وكل الشهداء لن يذهب هدرا.
و دعا الى إطلاق مبادرة لإعتبار هذا اليوم، يوما عالميا للتضامن مع الصحافة الفلسطينية، فقد اغتالوا شيرين ظنا منهم أنهم يغتالون الحقيقة ولكن شيرين نقلت الحقيقة في حياتها وبموتها ونحن على الدرب في نقل الحقيقة وستظل فلسطين عربية عاصمتها القدس الشريف ، ونحن نحيي الذكرى 74 لنكبة فلسطين نجدد العهد والوعد في التمسك في حق الشعب الفلسطيني في العودة الى الأرض فلدينا 7 مليون فلسطيني ما بين لاجئ ونازح من حقهم العوده الى بيوتهم وديارهم التي خرجوا منها قسرا عام 1948، نتمسك بهذا الحق ولا يحق لأحد أن يتنازل عنه.
اخلع نعليك وتوضأ انت في فلسطين
و قالت دكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، استشهاد شيرين ابوعاقلة أعاد احياء القضية الفلسطينية وايضا إحياء دور نقابة الصحفيين المصريين في دورها الوطني والقومي وتأكيد على كل مواقفها بشان مقاطعة التطبيع، مضيفة ان شيرين كانت نموذجا للتضحية والصحافة الجادة التي اوضحت الفرق بين الصحفي الموظف والصحفي صاحب القضية الذي يضحي بحياته من اجل قضيته. كان استشهاد شيرين حدثا وحد الفلسطينيين تياراته السياسية وفصائله الوطنية وأديانه السماوية، فعندما تستقر رصاصة صهيونية في جسد صحفية فلسطينية مسيحية وتشيع على اكتاف اسلامية وعندما نسمع ترانيم القيامة تتلوها هتافات تكبير، إذن اخلع نعليك وتوضأ فأنت في فلسطين.
حضر الفاعلية ايضا ممثلين لنقابة المحامين والأطباء، الزراعيين والبيطريين ونقابة العاملين بالصحافة والطباعة والإعلام والفنان سامح الصريطي، نقيب الصحفيين السابق يحي قلاش.