فاجأ الشاعر نصر سليمان ابنته وعريسها بقصيدة شعرية مؤثرة ألقاها في حفل زفافهما وسط جمع كبير من الحضور.
وتفاعل المدعوين مع كلمات القصيدة التي ألقاها الشاعر وعمد على تجزئتها إلى قسمين الأول منها باللغة العربية الفصحى، وذيل القصيدة بعدة أبيات باللغة العامية الدارجة، وتقول كلماتها:
وقف الزمـــــــــانُ حائرا.. أضاءَ السماءَ قمـــــران
تلألأت النجومُ حولــــهما.. وشذا ورودِ وريحـــــان
أحمد وعروسهُ ياسمـــين…أجمل ما رأت عينــــــان
تمايلت حولهما القلــــوبُ.. وغرد بلبلُ الأغصـــان
بهجةُ تملىء النفـــــــوسَ…يطرب لها الوجــــــدان
زفةُ وزينةُ وعروســــان.. أجمل ما رسم فنـــــــان
كم حلمــــــــــــت بجنة.. واليوم أراني في الجنان
تجمعَ الأصحابُ حولهما.. ورودُ بكل الألــــــــوان
هذه جميلةٌ.. وتلك فاتنة.. وأخرى غصن بــــــان
فاتنات هن في الجمــالِ.. والأصل لهن عنــــوان
خميلةُ زهورها يانعـــة.. وياسمين زهرة البستـان
توارت الشمسُ خجلا.. من حسنها الفتـــــــــان
تلك أمنيةُ تمنيتهـــــــــا.. تَزينُ في الفرحِ الفستـان
استجابَ لها الرحمــــن.. وامتلئ القلبُ إيمـــــــان
شكرتُ وحمدتُ اللــــه.. وفاضَ شعور الامتـنــان
دعوةُ من القلبِ أدعوها.. أن يَسعد العروســـــان
وتلك اللمةُ تجمعـــــــنا.. أهلُ وصحبةُ وخـــــلان
فرحةُ بالقلبِ أذكرهـــا.. وساعةُ يُخلدها الزمــان
****
فجأة ومن غير إنـــــــــــذار.. لَفت الأيام والزمــــــــان دار
وياسمين الصغيرة كبــــرت…ومَلِت علينا الـــــــــــــــــدار
وفي يوم جاتنــــي مكسوفة.. وقالتلى عريس في الانتظـار
حسيت كأني فـــــــــي حلم.. والعقل صابـــــــــــــــه دوار
قلت لها ليه الخجـــــــــــل.. وفي الخدود احمــــــــــرار
هانقعد معاه ونتكلــــــــــم.. ونعمل له اختبـــــــــــــــــار
قالت ناجـــــــــــح باقتدار.. والقلب لـــــــــــــــــــه اختار
وكان أحمد عريسهــــــــا.. فارس من الشطـــــــــــــــار
فرح وزفة وأزهــــــــــار…وناى وطبلة ومزمـــــــــــار
وشبــاب حوالين العريس.. والقمر من الجميلات غـــــار
عرسان حلوين جمَعـــوا.. عيلتين مـــــــــــــــن الأخيار
إن شاء الله بعد سنة واثنين.. ألاعب أطـــــــــــــفال صغار
وأبقى جـــــدو العجـــــوز.. ومعايا لــــــــــــــــــعب كتار
كبرتونا يا أولاد الإيــــــه.. وتبدلــــــــــــــــــــت الأدوار
ربنا يسعد أيامكــــــــــــم….ويجعل حياتكم خضـــــــــــار
وعقبال البنات والشباب.. ويفرَح صغار وكبـــــــــــــار
نشوفهــم عرايس حلوين… منورين..وفـــي الكوشة إبهار
ألف مبروك للـــعروسين.. وللأهل والأحبة تحية واحترام
والشاعر نصر سليمان يحظى بجماهيرية كبيرة بين القراء والمعجبين بشعره، وقد لُقب بشاعر الرومانسية لما تحويه أشعاره من كم من المشاعر والأحاسيس الإنسانية التي يجيد التعبير عنها ويبرع في وصفها، وقد لاقت قصيدته الأخيرة بعنوان “المعذب ” إعجابا شديدا من الجمهور، بعد أن غاصت كلماتها وحروفها إلى أعماق النفس البشرية المعذبة والتي قال فيها:
“المعذب”
هل من العدل من به ظلم…يعتــــــــــذر؟
السوط يدمي الجراح.. والجلاد بآلامها ثمل
أنا المتيم بالهوى.. والعذاب ماعدت احتمل
أنين القلب يقتلني.. لم يعد لي بــــــــه قبلُ
أنا المقتول لا أشكو..وقاتلُ يدعــــي الثكل
يرميني بظلمه وقسوته.. ويذرف دمع المقل
قول الآه يطربه.. وفؤادُ مصابـــــــه جلل
يناديني.. رحمة..في عذابك أصابني الكلل
لا أسمع لك صرخة..ولاتعب بك أو مـــلل
****
أحبكِ والظلم عقيدتك..و لغفرانك ابتهـــــل
آثرت حبك والوله..فافعلِ ماشئتِ سأحتمل
ظمآن وارتويت ببحركِ.. قبلتي أنتِ والقبل
أنا المعذب بالعشق.. بكِ الجراح تندمـــــل
لا أبغي عنكِ بديلا..ومعكِ الحـــياة اعتزل
عشت بمحرابكِ راهبا..والعمر فيك يختزل
أنا المدله في حبكِ..و فــــي عينيك ارتحل
القلب بك قد اعتل..والــعقل أصابه الخبل
مابين الجد والهزل.. بكِ اخـــــتال وأذل
*****
والشاعر نصر سليمان له عدة دواوين مطبوعة منها ديوان فراق، وديوان الجلاد والكأس، ووشت عيناكِ، بالإضافة إلى انه كاتب روائي له العديد من الروايات المنشورة ومن اهمها رواية البندول، وفتاة المول، ومجموعات قصصية مثل صرخة، ورصاصة الرحمة، وكتاب شخابيط على لخابيط يحوي عدد من المقالات السياسية والاجتماعية.
وقد أحيا الشاعر عدة أمسيات شعرية في عدد من المراكز الثقافية في مصر، مثل ساقية الصاوي في الزمالك، والمكتبات الثقافية، وقصور الثقافة.