ربما لا تمثل القيمة الفنية لفيلم ” عماشة في الأدغال “، الكثير بالمقارنة بأفلام مصرية أخرى، جرى تمثيلها، وتصويرها خارجيا، وحصلت على العديد من الجوائز الكبيرة، من مهرجانات عريقة، إلا أن ذلك الحدث السينمائي، كان سببا رئيسا في إذلال العدو الصهيوني، على جرأته، وسرقة الثروات المصرية.
في عام 1970 لجأت إسرائيل إلى حيلة من أجل الحصول على البترول المصري، بعد أن تعرضت لأزمة الطاقة وقتها، وجرى الاتفاق مع شركة امريكية للحصول على حفار، من أجل التنقيب على البترول، في سيناء وكان صعبا بل مستحيل على الحكومة المصرية، تقبل الأمر، وبعد أن فشلت جميع الحلول الدبلوماسية والسياسية، لإيقاف مخططات الكيان الصهيوني، كان ضروريا البحث عن حل، للتخلص من الحفار.
المشكلة الكبيرة هي كيفية التخلص من الحفار، في الوقت الذي تتفق فيه، إنجلترا مع أسرائيل على الحصول على البترول في سيناء وكان الحفار أمريكيا يعمل في كندا والقاطرة التي تقوم بنقله هي هولندية، أي أن الدولة المصرية، لو استهدفته داخل أراضيها، فإنها تعادي خمسة دول، في الوقت الذي كانت تستعد فيه للحرب أمام إسرائيل فقط.
ومع تتبع خط سير الحفار، وجدوا أنه سينتظر فترة في ميناء ابيدجان، بساحل العاج، فكان اللجوء إلى طاقم فيلم ” عماشة في الأدغال ” الذي كان سيسافر إلى أفريقيا، لتصوير مشاهده من أجل تهريب الألغام عن طريقه، ولا أحد يعلم، هل كان باتفاق مع فريق عمل الفيلم؟ أم دون علمهم؟.
وفي أبيدجان التقت مجموعتي التفجير القادمة، من كل من زيورخ، وباريس، واتفقوا على أن يكون التفجير في مساء اليوم الذي تنتهز فيه ساحل العاج الفرصة، للاحتفال بطاقم رواد فضاء أمريكي، وكان الأمن منشغلا بتأمينه.
تم الاتفاق مع مجموعة الضفادع البشرية على وضع ألغام مزودة ” بتايمر” وبعد أن تم السباحة في ميناء ابيدجان، وتركيب ألألغام جرى ضبطها على أن تكون، في السابعة ونصف.. وأثناء رحلتهم من أبيدجان إلى باريس سمعت العاصمة العاجية، انفجار ضخم، وقتها كان فريق التفجير في الطائرة، دون أن يتركوا أي دليل على أن لمصر دخل في ذلك ليكون فيلم عماشة في الأدغال سببا رئيسيا في كسر الغطرسة الاسرائيلية.. وكان اللواء أمين هويدي رئيسا لجهاز المخابرات وقتها وكان قد تعهد للرئيس السادات بعدم حضور الحفار إلى القاهرة بأي حال من الأحوال.