كَتب: أحمد كِشك
بدءًا من أولى الجرائم التي حدثت منذ بداية الخليقة ألا وهي قتل قابيل لهابيل نهاية بما يحدث في أيامنا الأخيرة بطرق مبتكرة مواكبة للعصر الذي نعيش فيه، فعلم الجريمة يشغل فئة من العلماء منذ القِدم في دراسته نظرًا لأهمية الإحاطة بجميع الأسباب التي تؤدي للشروع في ارتكابها وكيفية التعامل معاها ووضع حلول إن وجد، ومتابعة الإحصائيات والتي تشير إلى أنها في تزايد مستمر وفي أشكال متعددة من الجرائم وبصفة خاصة القتل.
السلوك الإجرامي
فالسلوك الإجرامي هو سلوك مرفوض تمامًا في جميع المجتمعات التي تبحث عن الأمن والأمان وتسعى لتحقيق السلام وتعريفه بأنه فعل ضار يتعارض مع الأفعال الأجتماعية والأخلاق والقيم والعادات والتقاليد وله العديد من العوامل التي ساعدت على نشأته بل وأسباب أدت إلى تطويره، لأن المجرم بالنهاية هو إنسان نشأته مثل نشأتك ولكنه ارتكب فعل، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وينظر على أنه جريمة وفقًا لقانون العقوبات ويصدر عليه حكم قضائي وجب تأديته.
اِقْرَأْ أَيْضًا: أسباب الانتحار وطرقه وكيفية الوقاية منه
أسباب السلوك الإجرامي
ومن هذه الأسباب التي تؤدي لنشأة السلوك الإجرامي:
- ضعف الغريزة الدينية وجهله بالدين نظرًا لعدم الأكتراث بهذا الجانب في بعض الأسر والالتفات للعقاب الدنيوي.
اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه - انعدام الأخلاق والقيم الإنسانية في البيئة المحيطة به: طبقًا لعلم “الإيكولوجي” الذي يبرز دور البيئة في نشأة المجرم مما ييسر له القيام بأبسط الأفعال المؤذية دون الإحساس بالذنب، أو أنه منذ البداية يكون مريض نفسي فيجد لذة ومتعة عند قيامه بهذا الفعل طبقًا لعلم “الأنثروبولوجيا الجنائية” الذي يدرس العلاقة بين الأعضاء كإفرازات الغدد ومنها الصماء والتي تؤثر على السلوك النفسي له، وهنا لا يلقي اللوم عليه بل على المحيطين به لعدم القيام بعلاجه وعدم ملاحظة اضطراب في سلوكه، وهنا لا نبرر الفعل الذي قام به.
اِقْرَأْ أَيْضًا: اضطراب ثنائي القطب بين الحقيقة والخيال - تعاطي المخدرات والمسكرات والسموم البيضاء: وهنا نجد الجريمة المسيطرة على هذه الفئة في الأغلب جريمة السرقة ويليها القتل وهتك العرض، والحالة الأقتصادية لها دور فعال وتستدرجه للقيام بأفعال تشكل خطورة غير ملحوظة بشكل مباشر كالرشاوي والتزوير وغيرها.
اِقْرَأْ أَيْضًا: يؤدي للوفاة المبكرة، أسباب الفصام وأعراضه
وبعد عرض الأسباب لابد من إتخاذ الإجراءات ووضع حلول جذرية للحد من انتشار وتكاثر الجرائم بشكل ملحوظ ونشر الوعي بكل الطرق الممكنة عن طريق وسائل الإعلام، ووسائل السوشيال ميديا، إطلاق حملات للتوعية بين الناس، زيادة الوعي لدى الأسر والأهالي بأعراض المرض النفسي وتوفير أيسر الطرق للعلاج حتى لا يتكاسلوا، الحد من الأزمات الأقتصادية لدى المواطنين والحد من البطالة، والتركيز على الدور التربوي والأخلاقي في المنازل، والمدارس، والجامعات، وهذا لا يُنفي دور الدولة في تشديد العقوبات.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك
