عبد الحليم حافظ يروي أول قصة حب في حياته جمعته بفتاة الترام وكيف رفضت العلاقة وهربت منه مرتين واحتفظت بخطابه لمدة عامين حتى انمحت آثار الكتابة عليه
حياة الفنانين مليئة بالأسرار وخاصة في أمورهم الشخصية، أو بالأخص قصص الحب التي يعيشونها، وحتى لو تحدثت وسائل الإعلام عن تلك الأمور، فإنها لا تكون دقيقة وتحاك بشيء من الشائعات في بعض الأحيان، ولكن عندما يتحدث الفنان أو النجم بنفسه عن أول قصة حب في حياته، فإنه يكون أصدق إنسان في روايتها، وخاصة عندما تكون الفتاة من خارج الوسط الفني وبعيدة عن أضواء الشهرة.
روي العندليب الأسمر “عبد الحليم حافظ” من خلال مقال كتبه بنفسه في مجلة “أهل الفن”، في العدد رقم 264 الصادر بتاريخ 19 سبتمبر 1955 قصة أول حب في حياته، وكانت مع فتاة ريفية بسيطة تعمل في أحد المصانع ولا تجيد القراءة ولا الكتابة، وكانت تسمى “سعدية”.
وأفصح العندليب من خلال هذا المقال عن حبه الأول، وكيف تعرف على تلك الفتاة، حيث كانت البداية في عام 1950 عندما كان يتردد على معهد الموسيقى، وكانت تلك الفتاة تجلس بجواره في مقعد الترام كل يوم وهو في طريقه للمعهد، مشيرا إلى أنها لم تكن تمتلك عيونا خضراء وكان جمال روحها يفوق جمال جسدها.
وأضاف “حليم” أنه كتب لها رسالة لكي يعرف مكانته في قلبها وألقاها في يديها، ونزل مسرعا من الترام في محطته المعتادة، وهو يخشى أن تظن فيه سوءا أو أن ترفضها أو تثير شجارا معه، لافتا إلى أنها انقطعت عن ركوب الترام بعدها لمدة عامين، إلى أن شاهدها مرة أخرى وهي تجلس على نفس المقعد المعتاد، فهرول إليها وسلم عليها بيده، ثم همس في أذنها قائلا، “سنتين بحالهم وانتي غايبة كنتي فين؟ وأجابته أنها كانت في البلد، فسألها مرة أخرى انتي منين؟ فأجابته من طنطا.
وتابع “العندليب الأسمر” قائلا، بأن الفتاة أخرجت الخطاب الذي كان قد أعطاه لها من عامين، حيث كانت الورقة التي كتب عليها رسالته قد بُليت وكادت أن تتمزق تماما، وكانت آثار الكتابة عليها قد انمحت، ثم قالت له، “يا سيدنا الأفندي.. فين أنا وفين أنت.. أنت أفندي متعلم وبتكتب الكلام الحلو ده.. أما أنا بنت شغالة في مصنع.. أروح فين من قلبك فقال لها: أنتي في قلبي يا.. سعدية”، ثم استأذنته هربا منه مرة أخرى وقررت العودة إلى طنطا.