تتعرض مصر في هذه الأيام لموجة حر قوية ومتواصلة،ضربت جميع محافظات الجمهورية،لكن هذه الموجة الحارة ليست بالأمر الطارئ الذي سينتهى بمرور الوقت لكنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات المناخية المتزايدة في كل انحاء العالم.
وقد تحدث عن ذلك الدكتور”محمد الراعى” استاذ الدراسات البيئية بجامعة الإسكندرية،حيث أكد على أن هناك علاقة قوية بين ارتفاع درجات الحرارة في مصر والعالم وبين التغيرات المناخية التي تتزايد يوماً بعد يوم في مختلف انحاء العالم،مؤكداً على أن كثرة حدوث الموجات الحارة،كان متوقعاً بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب في حدوث احتباس حرارى.
كما اكد على أن الأيام المقبلة ستشهد ارتفاع كبير في درجات الحرارة في مصر،حيث ستصل درجة الحرارة إلى أكثر من 55 درجة مؤية،لكن الأسوأ لم يأتى بعد،كما اوضح انه بنهاية القرن الحإلى سترتفع درجة حرارة الأرض إلى 4.5 درجة مئوية.
وقد اوضح التقرير الذي اصدرته الهيئة الدولية المختصة بتغير المناخ،ان ارتفاع درجات الحرارة ليس مصادفة،واوضح أن درجات حرارة الجو والمحيطات ارتفعت بشكل غير طبيعي في كافة انحاء العالم في العقود القليلة الماضية.
كما حذر الراعى انه إذا لم يتم التوجه إلى استخدام الطاقة النظيفة في مصر فستحدث كارثة بيئية حيث ستزيد انبعاثات الغازات الدفيئة إلى 50% خلال سنوات قليلة في قطاع الكهرباء وحده.
كما أن دول العالم إذا لم تتحد للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى فسيحدث ما لم نتوقعه يوماً،فيجب على الدول الصناعية الكبرى أن تلتزم بخفض انبعاثات غاز ثانى اكسيد الكربون،والانتقال إلى استخدام الطاقات النظيفة.
الجدير بالذكر أن خبراء البيئة والأرصاد الجوية،يتوقعون أن تزيد درجة الحرارة في القاهرة فقط بنحو 4 درجات بحلول عام 2060 وهذا الرقم خطير جداً،كما ستقل نسبة هطول الأمطار في مصر بحلول عام 2100 إلى 40%،ما يهدد بحدوث موجات جفاف قاسية.