عرف عنها أنها خلعت الحجاب في أثناء ثورة 1919، وهي قصة غير حقيقية، إذ أنها التزمت بالحجاب طوال حياتها، ولم تخلع سوى البرقع.
هدى شعراوي، هي من أشهر مناضلات الوطن العربي في مجال حقوق المرأة، وكان أحد أهم رواد هذا المجال، الذي خاضت من أجله حروب عدة، فكانت من أوائل من طالبوا بوضع قانون لمنع تعدد الزوجات.
ورغم رفضها للتعدد إلا أنها كانت ترى أنه ضروري في بعض الحالات، التي ألمحت إليها في مذاكرتها: “يكون للزوج حق الزواج بثانية إذا كانت الأولى مصابة بالعقم، أو بمرض غير قابل للشفاء، ويمكننا القول إن الشرع لم يبح تعدد الزوجات لإرضاء شهوات الزوج، ولكن لإصلاح ذات البين، وعدم وقوع مشكلات عائلية”.
يدعي البعض في وقتنا الحالي أن هدى شعراوي خلعت الحجاب بعد ثورة 1919، ولكن الحقيقة أنها ظلت ترتدي الحجاب حتى وفاتها، والحقيقة أيضاً أنها لم تخلع سوى البرقع، والذي كان فرضا على كل امراة ارتداؤه في هذا الوقت، وكان هدفها من خلع البرقع منح المراة في مصر فرصة لكي تقتحم الحياة الاجتماعية والسياسية.
لم يكن دخول هدى شعراوي مجال الدفاع عن حقوق المرأة صدفة، إذ أنها عانت كثيرا في طفولتها بسبب والدها، الذي كان يعاملها باضطهاد، في حين كان يعامل شقيقها الأصغر بطريقة أفضل، ودونت شعرواي مذاكرتها عن تلك التجربة قائلة: “كرهت أنوثتي في صغري بسبب حب والدتي الكبير لأخي الأصغر، كما أنني لم أتمكن من ممارسة الألعاب الرياضية كالذكور، كانوا في المنزل يفضلون دائما أخي الصغير في المعاملة، ويؤثرونه عليّ، وكان المبرر الذي يسوقونه إليّ أن أخي هو الولد الذي يحمل اسم أبيه وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما أنا فمصيري أن أتزوج أحدا من خارج العائلة، وأحمل اسم زوجي”.
امتدت معاناة شعراوي إلى زواجها، فقد أجبرها والدها على الزواج من ابن عمتها “على الشعرواي”، وكان يكبرها بـ40 عاما ومتزوجا، وأوضحت في مذاكرتها أنها أصيبت بالصدمة وامتقع لونها، بعد علمها بتقدم ابن عمها لخطبتها، إذ كانت في سن ابنته، ورغم رفضها إلا أنها في النهاية أذعنت لرغبة أبيها، ولكنها اشترطت أن يطلق زوجته، وأن يكن ذلك أحد بنود عقد الزواج، ومن وقتها تغير اسمها من نور الهدى محمد سلطان إلى هدى شعراوي.
اقرأ أيضًا