صدق أو لا تصدق| 150 % زيادة رسوم مزاولة التمريض!

صدق أو لا تصدق|
نقابة التمريض تحارب العجز بفرض معوقات على مزاولة المهنة!
150% زيادة مباشرة في رسوم مزاولة التمريض!

 

بقلم – إبراهيم فايد

 

 

صَيْحة استغاثة ممزوجة بنار الظلم ومرارة القهر، يطلقها عشرات آلاف خريجي التمريض الذين أطلقوا انتفاضة فيسبوكية يشكون خلالها مُرّ الشكوى من القرار الأخير الخاص برفع قيمة كارنيه النقابة العامة للتمريض وترخيص مزاولة المهنة بما يُقارب ضِعفَي المبلغ المستحَق عن العام السابق! ففي غضون شهور قلائل ارتفعت رسوم استخراجه من ١١٠٠ جنيه على أقصى تقدير، لتتخطى اليوم حاجز الـ٢٧٠٠ جنيه في بعض النقابات الفرعية، لتتحول النقابة من مؤسسة مهنية بحتة مُخَوَّلة قانونًا بتسهيل مهام منتسبيها، إلى شعبة تمريض بالغرفة التجارية لتبيع وتشتري وتتاجر بأعضاءها دون وجه حق!

 

وبغض النظر عن مدى قانونية هذا الأمر -إذ أنه وعلى افتراض قانونيته فهذا لا يعني القبول بإجحافه- لكن وما نتساءل عنه اليوم دون جدليات صحفية عقيمة وتراشقات سياسية بغيضة مع الحكومة هنا وهناك: هل من المنطقي فرض زيادة سعرية على أيٍ ما كان من خدمات محلية بحتة بقيمة تصل لقرابة الـ٢٠٠% مباشرةً ودُفعة واحدة؟! وهلّا يفيق السادة البهوات في بلاط نقابة التمريض قبل أن يمتد فتيل الثورة المهنية تلك إلى أطقم التمريض -العاملين بالفعل- تضامنًا مع زملاءهم -كما أُشيعَ مؤخرًا- أو أن يستغل الموقف أي من معارضي الحكومة والنظام الحاليَّيْن لبث سمومه هنا وهناك؟!

 

ما أعلمه وأُقِرُّه يقينًا، أن أسعار الخدمات والمنتجات والسلع والمرافق والرسوم والضرائب والاشتراكات وغيرها على مستوى الجمهورية في تَزايُد مستمر ودوري ليل نهار آخذةً بمبررات التضخم الواهية وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه…. إلخ -وهو مالا يقبل الجدل- لكن وأيضًا تدريجية هذه الزيادة أمر معقول لابد من إدراجه في الحُسبان وإلّا تَحَوّل الأمر هنا من مجرد خدمات حكومية إلى بيزنس بحت وتَكَسُّب وتَرَبُّح من وراء منح هذا الكارنيه والذي نحن كوطن ومواطنين في أمَسّ الحاجة لخدماته أكثر حتى من أولئك الحاصلين عليه.

 

وما زاد الطين بِلّةً، ذاك التَفاوُت الفظيع في تكاليف استخراج كارنيه مزاولة المهنة ما بين النقابة العامة ومقراتها الفرعية في مختلف المحافظات دون تَحَرُّك جاد من مجلس النقابة، ولا أرى ذلك إلا واحدة من ثلاث:

– فإن كان تمام هذا الأمر دون علم أعضاء مجلس النقابة فهذا عذر أقبح من ذنب، إذ يعني كونه مجلسًا مهلهلًا لم يفرض تَواجُده بعد إلا بشكل محدود ومنحسر داخل العاصمة أو القاهرة الكبرى على أقصى تقدير؛ ما يستدعي تدخل مجلس الوزراء لإعادة بسط نفوذ هذا الكيان كنقابة مهنية فقدت نفوذها على مرؤوسيها…

– أو أنه اعتراف ضمني بأن موظفي هذه النقابات الفرعية يتَرَبَّحون زُورًا دون وجه حق؛ ما يستلزم ضرورة التدخل المباشر من هيئتَي الرقابة والنيابة الإدارية وإسناد الأمر لمباحث الأموال العامة على وجه الخصوص والسرعة.

– أو يكون هذا التفاوُت قائم بعلم مجلس النقابة العامة؛ ما يؤسس للتفرقة العنصرية بين أبناء الوطن الواحد!

 

ختامًا، ونحن نؤسس لمؤتمرات وندوات شبابية للتحاور والوقوف على أزمات شباب الخريجين وغيرهم حتى أن فخامة رئيس الجمهورية كان قد نادى مؤخرًا بإطلاق عام للشباب؛ فهل يتوازى هذا التصرف مع عام للشباب؟ وأي شباب، إنهم شباب خريجين بلا دخل أو عمل أو عائد مادي بعد، أَم أن نقابة التمريض تحارب المهنة أَم ما هي غاياتهم الفعلية من هذه المعوقات غير المنطقية لمجرد الحصول على كارنيه بلاستيكي لا يستفيد الغالبية العظمة من امتيازاته ونشاطات نقابته اللهم إلا بكوات وهوانم النقابة العامة، وإن لم يكن هناك ثمة بُدٌّ من تطبيق هذا القرار العقيم، فأرى طرح حلول أخرى سواء بتقسيط هذا الاشتراك أو تحصيله من رواتب الشهور الأولى بعد التكليف أو غيرها من حلول تيسر على أبناءنا وبناتنا وفي الوقت ذاته تسهم في حل تلكم الأزمات المتلاحقة في منظومة الصحة نتيجة نقص المورد البشري المختص من أطباء وممرضين وصيادلة ومراقبين صحيين ومُسعِفين…

 

والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء السبيل.

 

#نقابة_التمريض

#كارنيه_نقابة_التمريض

#ترخيص_مزاولة_مهنة_التمريض

 

#إبراهيم_فايد


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. محمد النوبي عبدالجواد يقول

    دلوقتي المعاهد الفنيه للتمريض او الاكاديميه ممكن من النقابه التفواض فيها لأن بردو فيه شباب و بنات ملحقتش كليه التمريض او المعهد الحكومي بس هيا حبه المهنه وبتعرف فيه ازي ميكنش ليه كارنيه نقابه ب امتحان من النقابه او ب اخبارات لان بردو هما هيكونوا ربه اسره وعايزين يكسبون بالحلال بردو ممكن يعني الرساله دي توصل لاحد المسؤلين ف النقابه

  2. زياد محمد يقول

    شكرا جد لحضرتك على كلامك الجميل ودعمك لينا
    وحسبنا الله ونعم الوكيل فى نقابة الى ملهاش لازمه دى ، كلاب فلوس والله


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.