يعتبر الاحتفال بيوم شم النسيم من الاحتفالات التي تتسم بالبهجة والفرحة، والتي يستقبلها الشعب المصري بحفاوة بالغة متخذا العديد من الاستعدادات التي ينفرد بها شم النسيم خلافا لكل ما يمر بالمصريين من أعياد، فالمرأة المصرية تعد العدة لهذا اليوم قبل موعده بما لا يقل عن أسبوع تجهز فيه “الحلبة الخضراء، والترمس” حيث تقوم بإنبات الحلبة قبل يوم شم النسيم بعدة أيام حتى تكون جاهزة في يوم شم النسيم، وأيضا إعداد الترمس الذي يستلزم تجهيزه قبل شم النسيم بعدة أيام، وحيث يكون لهذا اليوم طابعا مميزا تتجمع فيه الأسرة والأصدقاء في الحدائق المزهرة والشواطئ، معهم طعامهم المميز من البيض الملون والحلبة والترمس والسمك المملح “الفسيخ”، ليقضوا معا يوما مميزا ملؤه السعادة والانطلاق والسمر.
المرجع التاريخي لاحتفالات شم النسيم
يعتبر الاحتفال بشم النسيم احتفال مصري صرف منذ قبل عصر الأسرات الفرعونية، وكان يطلق عليه “شوم” وهي كلمة معناها انتشار الزرع والنماء، ومع مرور العصور تحورت الكلمة إلى “شم” وأضيفت لها كلمة النسيم لتصبح “شم النسيم ” حيث كان الاعتقاد السائد بأن هذا اليوم هو يوم بدء الخليقة، والبعث والحياة.
كيفية تحديد يوم شم النسيم وارتباطه بعيد القيامة المجيد
كان المصريون القدماء بارعون في كل ما يختص بالزراعة ومواعيدها، ومواعيد النوات وتحرك الرياح ومواسم الأمطار، والمواعيد المناسبة لكل محصول. وقد كان يوم شم النسيم هو ما نطلق عليه الآن “الانقلاب الربيعي” وهو تساوي الليل والنهار وبداية فصل الربيع، وفي فترات انتشار المسيحية في مصر كان الأقباط المصريون يصومون ما يعرف بالصوم الكبير ومدته 55 يوما، وكان احتفال شم النسيم يأتي في فترة الصيام الذي يمنع فيه الكثير من المأكولات وأيضا الاحتفالات التي تصاحب هذا اليوم، لذلك قرر الحكام تأجيل الاحتفال به ليكون عقب الاحتفال بعيد القيامة المجيد، ومنذ ذلك الوقت انتظم الناس على الاحتفال به عقب الاحتفال بعيد القيامة الذي يحتفل به في يوم الأحد والتالي له شم النسيم يوم الاثنين.
أطعمة خاصة يتناولها المصريون يوم شم النسيم
أصبح من الثابت لدى المصريين جميعا أطعمة لا تتغير ولا يمكن الاستغناء عنها في شم النسيم، بل وتعتبر أحد الطقوس الأساسية للاحتفال سوف نذكرها مع التعرف على السر وراء اختيارها لتكون عنصرا أسآسيا في طعام ذلك اليوم.
يعتبر البيض الملون من العلامات الراسخة ليوم شم النسيم حتى أن معظم دول العالم التي تشاركنا الاحتفال بهذا اليوم تقوم بتلوين البيض في هذه المناسبة، وقد اتضح أنها عادة فرعونية قديمة حيث كان المصريون القدماء يقومون بتلوين البيض وكتابة أمنياتهم عليه ويقومون بتعليقه على الأشجار جلبا للحظ السعيد.
السمك المملح “الفسيخ” من الأكلات المميزة ليوم شم النسيم حيث برع المصريون القدماء في تمليح الأسماك، وحيث أصبح الوجبة الرئيسية يوم شم النسيم اعتبارا من القرن الخامس الميلادي.
البصل الأخضر وكان من النباتات المقدسة عند المصريين القدماء وكان يرمز للقوة والفوز على الخصم، كما كان يستخدم كعلاج للكثير من الأمراض.