سر خوف “عبدالحليم حافظ” من أغنية “قارئة الفنجان”.. وحكاية مشاجرته مع الجمهور على المسرح بسببها | بالفيديو
أغنية “قارئة الفنجان” إحدى أغاني “العندليب الأسمر” التي نالت نجاحاً كبيراً وشهرة واسعة فهي من كلمات الشاعر الكبير “نزار قباني” ولحن الموسيقار العملاق “محمد الموجي”، ولكن رغم شهرة ونجاح الاغنية ألا أنها كانت لعنة وحزن على ” عبدالحليم حافظ”، بداية من صباح يوم حفلة الأغنية ومروراً بوقت صعوده على خشبة المسرح لغنائها أمام الجمهور، وكانت أخر أغنية للراحل “عبدالحليم شبانة” أو كما أشتهر بـ “عبدالحليم حافظ” أو كما أُطلق عليه “العندليب الأسمر”، وإليكم تفاصيل قصة أغنية قارئة الفنجان والأحداث التي جرت لتعكر مزاج عبدالحليم حافظ وتكون سبب حزنه وألآمه.
موقف “نيللي” وعبدالحليم حافظ في النادي الدولي
بداية القصة.. بدأت من لندن عندما اتصل “عبدالحليم حافظ” بالفنان “سمير صبري” حيث في ذلك الوقت كان “سمير صبري” يقدم برنامج تلفزيوني يُسمى “النادي الدولي” وسأله عن ميعاد برنامجه، فاخبره أنه يوم السبت، فقال له “عبدالحليم حافظ” سأكون معاك في البرنامج، وطلب منه أن تحضر معه الفنانة “نيللي” وأن يحضر له فنجان قهوة أثناء البرنامج، وقام سمير صبري بتنفيذ ما طلبه “العندليب”، وبالفعل رجع من لندن في يوم عرض البرنامج، وكان معه ديوان شعر لنزار قباني، وطلب من “نيللي” أن تُقلب فنجان القهوة.
وبينما كان ينظر إليها، قال عبدالحليم حافظ: “جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب” وكان الحاضرون في انبهار مما يفعله ولا يعلمون شيء، فقام “سمير صبري” بسؤال “العندليب الأسمر” عن تفسير ما يفعله، فأجاب “العندليب” قائلاً هذه أغنيتي الجديدة التي قام بكتابة كلماتها الشاعر “نزار قباني”، وتابع الحديث عن كل تفاصيل الأغنية.
يقول الفنان “سمير صبري” أن “العندليب” عرض أغنيته قبل غنائها للجمهور بطريقة رائعة ومميزة، حيث عمل لها دعاية من خلال برنامجه باستخدام ذكائه الفني، وبذلك قام بدور المخرج والإعداد ببساطته وذكائه.
ما حدث للعندليب في منزله
يقول خبير المكياج الخاص بعبدالحليم حافظ “محمد عشوب” إنه في يوم غناء “عبدالحليم حافظ” لقارئة الفنجان، ذهب إلى منزل “العندليب” حيث كان نائماً ودخل غرفة نومه وقال له: “صباح الخير يا أستاذ، مبروك الأغنية الجديدة.” نظر “العندليب” إليه بوجه شاحب وقال له بحزن: “الله يبارك فيك”.
ثم بدأ ” عشوب” بعمل مكياج “العندليب”، وأثناء عمله قام بتشغيل أغنية قارئة الفنجان ليستمع لها” العندليب” أثناء عمل المكياج له كما هو معتاد معه ومع معظم المطربين حيث كانوا يسجلون الأغنية أثناء البروفات ليستمعوا لها أثناء اللبس والتجهيز للصعود على خشبة المسرح.
ولكن “العندليب” رفض وقال: “لا، لا، لا، مش عايز أسمع حاجة، سأله “شعوب”، لية يا أستاذ”، رد العندليب قائلاّ: ” مش عايز أغنى الأغنية دي.. الله يسامحك يا نزار.. هو اللي قعد يزن على دماغي.. دي أغنيتك يا حليم مافيش حد غيرك هايعرف يغنيها.. مافيش حد غيرك هايحسها.. لاكن أنا مش عايزها أنا قلبى مقبوض منها يا محمد”.. قال “محمد عشوب” أنه حاول طمأنته وإسماعه كلمات تحفيزيه، ثم ذهبا معًا إلى نادي الترسانة.
غضب عبدالحليم حافظ بسبب قارئة الفنجان
وتابع “عشوب” بسرد القصة قائلاً أثناء دخولهما من بوابة النادي، كان في انتظارهم رجل، عندما رأي “العندليب” جرى ورائه ونادى عليه، و”العندليب” توقف للرجل ليستمع اليه، فقال له الرجل: “أنا ترزي وفصلتك جاكيت، ماحدش يلبسه غيرك، ” قال عبدالحليم للرجل: “يا حبيبي ربنا يخليك، كتر خيرك.” وفتح الرجل شنطة الجاكيت وأخرجها، ووجد “العندليب” الجاكيت كله “فناجين”.
فضحك عندما رأى ذلك وقال للرجل: “دي بمناسبة قارئة الفنجان؟!!!” رد الرجل قائلاً: “أه يا أستاذ”، قال العندليب: “مرسي كتر خيرك”، الرجل قال له: “لا، “هاتلبسه” العندليب رد بتعجب: “هالبس إيه؟!! ” الرجل قال له: “هاتلبسه وأنت بتغني، أمال أنا عاملها ليه؟” العندليب قال له: “أنا لابس يا ابني وجيت من البيت جاهز”، حينها الرجل رد بعصبية وزعيق: “لا يا أستاذ، هتلبسه على المسرح” وهنا ثار “العندليب” وغضب، ولكن “عشوب” راوي القصة ومن معه لم يعطوا فرصة للعندليب يتصرف مع الرجل، وتصرفوا معاه وابعدوا الراجل.
ودخل “عبدالحليم” لقاعة الحفلة “ينفخ” ومتنرفز جدًا من موقف الرجل صاحب الجاكيت، واستمر المرافقين له في تهدئته، وأثناء ذلك دخل الأستاذ “أحمد فؤاد حسن” قائد الفرقة الموسيقية، وسأله: “مالك يا حليم؟” قال حليم: “أنا مش عايز أغني، عايز أمشي” قال قائد الفرقة: “ليه كده؟ الدنيا حلوة والجماهير لذيذة ومستنياك تغني” وشجعوا وطمأنوا “العندليب” حتى طلع العندليب على خشبة المسرح، ولكنه كان منفعلاً ومتعصب وخائف في نفس الوقت من الأغنية.
قصة خناقة عبدالحليم حافظ مع الجمهور
وعندما صعد على خشبة المسرح، رحب الجمهور به كما هو معتاد، وعبروا عن سعادتهم وحبهم له بتصفيق وهتافات، ولكن العندليب نصحهم قائلاً: “الأغنية دي صعبة ومحتاجة هدوء وإستماع” ثم بدأت الموسيقى والعزف، ومازال الجمهور يصدر ضجيجاً وهتافات، وهنا انفعل العندليب جدًا وخرج عن شعوره، قائلاً: “في إيه؟! حكايتكم ايه.. لو بتعرفوا “تصفروا”، أنا كمان بعرف”أصفر” وأعرف اتكلم!” وقام “العندليب” فعلاً بـ “التصفير” مثل الجمهور.
يقول راوي القصة “محمد شعوب” إنه رأى الجو متوتراً جداً ولم يحدث ذلك في أي حفلة لعبد الحليم حافظ في حياته كلها، وكانت تلك هى آخر أغنية غناها العندليب حيث توفى بعدها بشهور معدودة في يوم 30 مارس عام 1977 عن عمر يناهز 47 عام.