تحل اليوم ١٤ فبراير ذكري وفاة الفنان الراحل شفيق نور الدين غول التمثيل الكبير الذى لم يحصل على ما يستحق ومايوازى إمكانياته الفنية الكبيرة وموهبته التى لا حدود لها، التي رسخت أعماله في أذهان الجماهير
بمجرد أن تسمع صوته وتنظر إلى ملامحه وتجاعيد وجهه وطربوشه ونظارته القديمة تشعر أنك تعرفه، موظف بسيط، أو فلاح فقير، أب مطحون يحصى ما تبقى في جيبه من جنيهات قليلة ويمشى شاردا يحدث نفسه كيف ينفق على أبنائه باقى الشهر، ترى عبقرية أدائه فتوقن بأن الموهبة ليست دائما معيارا للشهرة والمال والأضواء، وأن للحظ ترتيبات أخرى قد تجعل الأقل موهبة أكثر شهرة ومالا، فكثير من الموهوبين أمثاله لم يحصلوا على ما يليق بهم رغم عبقرية موهبتهم وأدوارهم التى لا تنسى.
أحمد ابن حنبل قال تنقض وأبو حنيفة قال ماتنقضش».. تلك العبارة التى رددها الأستاذ عبدالقوى وكيل المصلحة في فيلم مراتى مدير عام، وهو يرتدى القبقاب استعدادا لإعادة الوضوء، كما لا ننسى عبارته «نفسى ألبس جزمة ياسى حسن» التى رددها «على الطواف» في مسرحية ومسلسل عيلة الدوغرى، نذكر جيدا وجه البقال الذى وقف مذهولا بينما تلتهم الطفلة قطقوطة الجبن من أمامه في فيلم «دهب»، وربما بكينا ونحن نرى أداءه العبقرى في «فيلم القاهرة 30»، حين جسد انفعال والد محفوظ عبدالدايم بعدما اكتشف أن ابنه يبيع شرفه للباشا ويسمح له بمعاشرة زوجته، وهو المشهد الذى يظهر فيه نور الدين لدقائق معدودة لكنه يثبت فيه أنه غول ووحش تمثيل يستحق الأوسكار عن هذا المشهد الذى تنفعل فيه كل ذرة في جسده وتتقمص شخصية الأب المصدوم.
تزوج الفنان شفيق نور الدين في بداية حياته من خارج الوسط الفني وأنجب 6 أبناء، ولكن في تلك الفترة عانى الفن والمسرح من أزمات اقتصادية في أوائل الثلاثينيات، واضطر للعودة مرة أخرى إلى القرية للعمل مع والده في تجارة القطن، كما افتتح محلا صغيرا لبيع الألبان والخبز للحصول على لقمة العيش وتوفير دخل لأسرته، وظل كذلك لمدة عام ونصف.