دفنت بعد 4 ايام من وفاتها وتبرأ أهلها منها إنها سناء جميل.. ياترى من هو الفنان الذي افقدها السمع بسبب صفعة؟!

سناء جميل الفنانة التي عشقها المصريون وارتبطت عند جماهيريها بقوة شخصيتها وأبهرت الجميع بآداءها السهل الممتنع.

عاشت سناء جميل وحيدة مع زوجها مع مآساتها التي كانت تكشف دموع عينيها في كثير من المشاهد.

هي السيدة الارستقراطية التي تتحدث الفرنسية وبالكاد يمكنها النطق ببعض الكلمات العربية وهي أيضًا الفلاحة زوجة العمدة القوية التي تحرك المشهد من الخلفية وتتخير له الزوجة الثانية لأجل الإبن المرجو.

ولدت سناء جميل في 27 أبريل بمركز ملوي التابع لمحافظة المنيا عام 1930 وعرفت بـ ثريا يوسف عطالله كما هو اسمها الحقيقي.

التحقت سناء جميل بمدرسة المير دي ديو الفرنسية حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية وشاركت في سنوات الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية.

عمل والدها محامي في المحاكم المختلطة التي ألغيت عام 1936 م، ووالدتها فكانت خريجة كلية البنات الأمريكية بمحافظة أسيوط.

وكانا يعيشان مع ابنتيهما سناء وشقيقتهما التوأم بمدينة ملوي قبل أن نتقل الأسرة إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الثانية.

وبوصول الأسرة إلى القاهرة أودعوا سيناء جميل في مدرسة المير دي دييه الفرنسية الداخلية، وكان عمرها وقتها تسع سنين ثم اختفي الأب والأم تاركين ابنتيهما بمفردها.

ولم يعلم أحد حتى الآن سبب الاختفاء، وما إذا كان الموت أو السفر لتعيش سناء بمفردها بقية حياتها على أن تلتفي بتوأمها.

التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية دون علم شقيقها الأكبر الذي لجأت إلى الأقامة معه في القاهرة في ظل غياب الأسرة، والذي طردها بعد علمه بالأمر إضافة إلى تبرؤ عائلتها منها ولكن زكي طليمات وقف بجانبها ووفر له مسكن ووظيفة.

التقت بزوجها لويس جريس عن طريق زميلة صحفية سودانية اسمها خديجة كانت تدرس الصحافة في مصر.

ظل الصحفي الشاب لويس جريس لفترة طويلة يكتم حبه لسناء جميل إذ يعتقد خطأ أنها مسلمة خاصة وأنها كانت كثيرا ما تردد عبارات مثل (والنبي) ووالله العظيم ولكنه قرر أن يصارحها في أحد المرات.

وقال: ” لو مكنتيش بس انتي مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز ” فابتسمت وردت عليه: ” أنا مسيحية يا لويس وموافقة”.

وأوضحت لاحقا أنها تعلمت تلك العبارات من صديقاتها زهرة العلا، وسميحة أيوب.

يحكي لويس عن تفاصيل الزفاف موضحا أنه أسرع إلى القسم ليتم الزواج بعدما علم أنها مسيحية، لكن القس رفض لعدم وجود مدعوين فقام لويس بتأجير 7 سيارات تاكسي ليملأها بزملاء المجلة الذين كانوا تقريبًا جميعًا مسلمين.

تم الزواج بين الحبيبين عام 1961 ولكن الفنانة الراحلة آثارت ألا تنجب لكي تتفرغ بشكل كامل لعملها واستمرت هذه الزيجة لمدة أربعين عامًا.

يقول لويس في أحد حواراته الصحفية عن سناء جميل أنها كانت تطرب لصوت الأذان وتحب الاستماع له.

وكشف زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس أن أول راتب تلقته سناء جميل كان 12 جنيها بعد تعيينها في أحد الوظائف بعد طردها من منزل العائلة، وقامت بتعلم تفصيل الملابس والمفروشات مقابل ستة جنيه شهريا على أن تمارس هوايتها التمثيل.

واجهت سناء جميل مصاعب جمة لدى انضمامها إلى معهد التمثيل بسبب لكنتها وعدم إتقانها العربية إلا أن السرحي زكي طليمات وقف بجانبها وأتقنت العربية على يديه وأدت أول أدوارها في السينما عام 1951.

بداية الشهرة الحقيقية جاءت من خلال دور (نفيسة) في فيلم (بداية ونهاية) الذي أسند في البداية للفنانة الراحلة فاتن حمامة، ولكنها رفضته فأحيل الدور إلى سناء جميل.

أشارت سناء جميل في حوار صحفي سابق أنها كانت تعاني من ضعف في حاسة السمع بسبب الصفعة التي صفعها لها الفنان عمر الشريف في فيلم بداية ونهاية حيث اندمج الشريف أثناء تصوير المشهد، وصفعها صفعة حقيقية أصيبت بعده بالصمم.

وشاركت سناء جميل في 9 مسرحيات و15 مسلسل و46 فيلم سينمائي، ويتضح أقل اسهاماتها كانت في مجال المسرح في السبعينات.

يقول لويس زوجها أنها كانت ترفض عدد من الأعمال التي كانت تعرض عليها بأجور عالية ولم تكن تقبل سوى العمل الذي تشعر به فقط.

وكشف هشام سليم أنها لم تكف عن البكاءوالاعتذار للفنان سيد زين بعدما قامت بتصوير أحد مشاهد مسلسل الراية البيضاء وهي تقول أنا ستك، خلال المسلسل إذ استشعرت أنها عنفته بقوة وأنها اندمجت في المشهد بشدة وجرحت مشاعره وكرامته فعليا.

تمنت سناء جميل التمثيل أمام محمود مرسي ولكن أمنيتها لم تتحقق مع الأسف.

الممثل الوحيد الذي طلبت منه سناء جميل التمثيل معه كان الفنان أحمد زكي الذي اتصلت به وقالت له:” عايزة أمثل معاك قبل ما أموت”، فاستجاب لها وتعاونا في فيلم (سواق الهانم)، و(اضحك الصورة تطلع حلوة ).

عانت الفنانة الراحلة سناء جميل في آخر أيامها من مرض سرطان الرئة وظلت في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر وكان يؤرقها منظر وجهها وتسأل زوجهها إذا ما كان قد تشوه.

وقد أسرت لزوجها الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس بأنه لو عاد بها الزمان للوراء كانت ستتوقف عن التمثيل وتفصل ملابس جاهزة بتصميمات جاهزة، وتنجب أولاد يملأون عليها المنزل.

يحكي لويس جريس أنه عندما توفيت الفنانة سناء جميل رفض دفنها على الفور وأمهل نفسه ثلاث أيام لنشر إعلان الوفاة في كل الصحف المصرية والأجنبية على أمل ظهور أي من أقاربها للمشاركة في جنازتها ولكن دون جدوى فلم يظهر أحد ودفنت سناء جميل في اليو الرابع وتحديدا في 22 سبتمبر وخرجت من كنيسة العباسية جنازتها.