لم تعد حكايات خطف البنات مجرد ظاهرة تحتل أهمية كبيرة في أحاديث الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تلبث أن تختفي لتعود مرة أخرى، لكنها في الآونة الأخيرة تخطت حاجز الانتشار وتحولت إلى وجبة دائمة في أي حوار، وتبادل الأحاديث حول واقعة خطف بالتفاصيل المملة، وكيف تمت؟ وما هي الخدعة التي استخدمها الخاطف أو الخاطفة؟ وما يتبع ذلك من نصائح وإرشادات لتفادي الخطف.
لا تخلو حدوتة من حواديت خطف البنات من الكلام عن كيفية تخدير الضحية؟ وشرح السيناريو الذي رسمته العصابة لتنفيذ مهمتها في تخدير الفتاة، ثم اصطحابها في سيارة كانت تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الفريسة والهرب بها بعيدا عن الأعين، وتستكمل الحكاية إما بسرقتها وهي ابسط الأضرار، واما بالاعتداء عليها، أو بالأسوأ وهو قتلها بعد انتزاع أعضائها لزوم البيزنس.
تتفنن حواديت الفيس بوك في إظهار ذكاء العصابات
ومن مجمل الحواديت الفيسبوكية، وبناء على ما جاء فيها من معلومات تؤكد ذكاء عصابات الخطف وابتكارهم الكثير من الأساليب الحديثة التي لا تخطر على بال أحد، كان التركيز على الأساليب المبتكرة التي تتميز بالذكاء الخارق في تخدير الفتيات بهدف الخطف، أما بالحقن المباشر، أو رش مخدر على ملابس الضحية، أو وضع الكريمات المخدرة على الملابس أيضا، أو عن طريق عينات من البرفانات التي تحتوي على المخدر.
حاولت البحث على الشبكة العنكبوتية، للحصول على إحصاء أو عدد لحالات الخطف المسجلة لدى أجهزة الأمن بصورة رسمية، وكانت المفاجأة أنها كانت قليلة جدا، والمسجل منها اتضح فيما بعد أنها كانت حكايات كاذبة بعد التحقيق مع أبطالها الذين نشروها على فيس بوك، أو تم إثبات أن الفتاة بخير ولم تتعرض للخطف وكانت في مكان لا يعرفه أهلها.
المحاضر الرسمية تنفي الظاهرة بعد تتبعها أمنيا
من هذه الحوادث الرسمية، نشر رجل حكاية تعرض ابنته لمحاولة خطف في الجيزة وهي داخل سيارة ميكروباص، عندما حاولت راكبة منتقبة وخذها بإبرة مخدرة لخطفها، وقد اهتمت الأجهزة الأمنية بالحادث الذي انتشر بصورة كبيرة على الفيس بوك واستطاعت الوصول إلى كاتب البوست، واتضح لها أن الحادثة لم تقع، ولم تتعرض ابنته لعملية خطف باعتراف أقاربها.
وتكرر الأمر مع أكثر من حكاية فيسبوكية، تتبعها الأمن وانتهى أمرها إلى شيء آخر غير الخطف عن طريق المخدر، والغريب أن هناك حوادث خطف مماثلة منتشرة على الإنترنت في مختلف الدول العربية تحكي نفس السيناريو من حيث انتشار الشائعة إلى تأكيد الأمن كذبها أو على الأقل عدم صحتها، وبالتالي فإن الأقرب إلى الصحة أن عمليات خطف البنات بواسطة المخدر مجرد حواديت.
لا يعني نفي المبالغة في عمليات الخطف أنها ليست موجودة
لكن، إذا كان الأمر لم يثبت بوجود محاضر رسمية تؤكده، فإنه لا يعني أن المجتمع خال تماما من محاولات خطف هنا أو هناك، في إطار النسب الطبيعية سواء العالمية أو المحلية، كون الجريمة موجودة ما دامت السموات والأرض، وليس أيضا بمعنى أنها ليست ظاهرة أنها ليست موجودة، ويجب على بناتنا الحذر كل الحذر في تتبع خطواتهم وعدم الاطمئنان لأي سيدة أو رجل حاول التقرب منها بأي حجة.
ليس عيبا أن تطلق الفتاة العنان لصوتها كصافرة إنذار واستغاثة إذا شعرت بأي شيء غريب يدور حولها أو عنها، والبعد تماما عن الاختلاط بأي حالات تدعي المرض أو الحاجة إلى مساعدة سريعة، لا تعرف إلى ماذا يمكن أن ينتهي بها الحال، والأفضل أن تتبع المثل الشعبي القديم” امشي في طريقك عدل يحتار عدوك فيك”.