خالد منتصر ينتقد شيخ الأزهر، والصاوي يرد على “أدعياء العلم والتنوير”، وأصحاب “البوستات الانطباعية الساذجة”
ردَّت جريدة الأزهر على الهجوم الذي شنَّه الدكتور الليبرالي خالد منتصر على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على خلفية صورة تجمع الدكتور “الطيب” مع كتاب “أفول الغرب” للمفكر المغربي حسن أوري.
“منتصر” ينتقد قراءة شيخ الأزهر لكتاب “أفول الغرب”
وكان الدكتور الليبرالي خالد منتصر قد نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي المصغَّر تويتر، صورة لشيخ الأزهر خلال عودته من رحلة علاجية في ألمانيا، وبجانبه كتاب “أفول الغرب” وعلَّق قائلاً “الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأمريكية عنوانه (أفول الغرب)، اللي هو الغرب الكافر اللي لو أفل وغابت شمس حضارته مش حنلاقي قرص دوا ولا كمان طيارة نرجع فيها”.
الصاوي: شيخ الأزهر يثير حفيظة أدعياء العلم والتنوير
من جهتها ردَّت جريدة الأزهر، بقلم رئيس التحرير أحمد الصاوي الذي أكَّد أنَّ شيخ الأزهر “يثير حفيظة أدعياء العلم والتنوير الذين لم يقرأوا في الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة في السطحية والشكلانية، وتصوراتهم عن (الخناقة) التي في عقولهم والتي يستخدمون فيها كل ما يليق وما لا يليق على طريقة الشخصية السينمائية خالتي فرنسا”.
أفول الغرب يثير اهتمام كُتَّاب ومراكز أبحاث غربية كبرى
وأوضح “الصاوي” أنَّ “اهتمام فضيلة الإمام بالقراءة في هذا الموضوع يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكُتَّاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسمياً، حتى بات من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربى حضارياً هو الرجعي الذى يعيش في غيبوبته الفكرية، ومن يقرأ ويتعمق في هذا الشأن هو التقدمي المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار”، حسب تعبيره.
رئيس تحرير الأزهر ينتقد “البوستات الانطباعية الساذجة”
كما انتقد رئيس تحرير جريدة الأزهر من وصفهم بـ “أدعياء العلم والتنوير” قائلاً: “ربما لو أنفقوا قدراً قليلاً من الوقت قبل قذف “بوستاتهم” الانطباعية الساذجة التى لا تليق بمن يدعى الانحياز للعلم والتنوير” موضحاً أنَّ “أقل قواعد العلم والتنوير أن نقرأ أولاً”
وتابع “لو فعل هؤلاء ما أقول ربما فتح لهم كتاب حسن أوريد الباب لفهم الاهتمام الغربي وليس العربي بهذه النبوءة حتى أن أوريد لم يكن أول ولن يكون آخر المفكرين الذين تعرضوا لذلك وبنفس العنوان”.
أفول الغرب كان عنواناً رئيسياً في مؤتمر ميونخ للأمن
وأضاف أحمد الصاوي قائلاً “يكفى أن أقول لك أن “أفول الغرب”، أو Westlessness كان عنواناً رئيسياً في مؤتمر ميونخ للأمن في 2020، ومحوراً رئيسياً في التقارير البحثية لمؤسسات حلف شمال الأطلسي وسط تساؤلات حقيقية وجادة عن مستقبل الغرب بجناحيه الأوروبي والأمريكي، كما سبق الفيلسوف الألماني أوسوالد شبانغلر، المغربي حسن أوريد ومؤتمر ميونخ كذلك في التعبير عن هذه الرؤية في كتابه الذي يحمل ذات العنوان decline of the west برؤية جديدة لفلسفة التاريخ، منتقدا الغرور الأوروبي والاعتقاد السائد على أن الحضارة الغربية هي الوريث الوحيد لعصر النهضة، منتهياً إلى أن كل حضارة في نظره تنقسم تاريخياً لـ4 فصول كفصول السنة، ربيع صيف خريف وشتا، وأن الغرب أصبح في مرحلة الأفول الذي يسبق الانهيار”.
يأتي ذلك فيما دعا عددُ من المُغرِّدين الدكتور خالد منتصر إلى ضرورة التمييز بين “الحضارة المادية القائمة على العلم والاختراع” التي قد تستمر وتنتقل ويتمُّ البناء عليها، والحضارة الثقافية التي تشمل منظومة القيم الأخلاقية والإيمانية التي يقوم عليها المجتمع، والتي قد تهدد بانهياره كلَّما ابتعدت عن الطريق الصحيح.