هو الشخصية الأكثر اثارة للجدل والتساؤل في أركان نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فحسين سالم كان في عهد مبارك امبراطورا متوجا على العرش الاقتصادي في مصر، منذ أن قرر في العام 1982 أن يغزو سيناء وتحديدا جنوبها ليجعل منها مركزا سياحيا عالميا، وبالفعل فعلها حسين سالم وأنشأ منتجع شرم الشيخ الذي يعد سالم أبا روحيا له إلى الحد الذي تستطيع أن تقول معه أن لا شيءا في شرم الشيخ الا كان في مقاليد سيطرة حسين سالم بالكامل عبر شركته المخصصة لهذا الغرض شركة ” HKS ” المشغلة لمنتجعات ماريتيم جولي فيل، ولم تتوقف جولات وصولات حسين سالم في القطاع السياحى وفقط، بل كان له سطوة ونفوذ كبيرين في مجال الغاز بمصر، حيث كان يملك أسهم معتبره في شركة غاز شرق المتوسط وكان له دور بارز في ادارة ملف الغاز بكامله في عهد مبارك ، وكانت علاقة حسين سالم بمبارك خاصة جداً وغامضة إلى أبعد الحدود، وربما قصد سالم بذكائه الحاد ترسيخ ذلك الانطباع عن علاقته بالرئيس المصري الأسبق ليعطي نفسه مزيدا من القوة والحذر في مواجهة كل خصومة.
ومن المفارقات في علاقة حسين سالم بمبارك، أن حسين سالم عندما تمت له السيطرة الكاملة على منتجع شرم الشيخ والذي فعليا صار تحت ادارته من أهم المنتجعات السياحية في العالم، أمر حسين سالم بعد أن أختار أكثر بقعة سحرا وروعه في منتجع شرم الشيخ ببناء قصرا اسطوريا على حسابة الشخصي وجعله تحت تصرف الرئيس مبارك وأسرته، ولم تتوقف المفارقات الدالة على الذكاء الحاد الذي يتمتع بيه الرجل بل أن سالم عندما علم برغبة الرئيس أن يصلى العيد في منتجع شرم الشيخ أمر سالم بالتحرك الفوري لبناء مسجداً بأعلى الإمكانيات في مدة لا تتجاوز شهرين مما كلف حسين سالم حينها مبلغ وصل إلى 2 مليون جنيه مصري من أجل هدف واحد أن يستقبل مبارك بمسجداً فخما في أول صلاة عيد له في شرم الشيخ، ولقد لقى هذا التصرف من سالم أستحسان مبارك إلى الحد الذي وصل إلى أن تكون شرم الشيخ أفضل مكان يستجم فيه مبارك ويقضى فيه مع أسرته إجازة كل عيد.
وعن الحياة الأسرية لحسين سالم، فهو متزوج منذ عام 1959 من سيدة تدعى نظيمة اسماعيل، وله منها أبنه الأول خالد والذي ولد في عام 1961، وأبنته ماجدة والتي ولدت في العام 1963، ومن المعروف عن حسين سالم عشقه إلى حد الجنون لأحفاده، حتى أنه قد قيل أن صدمة موت حفيده (حسين) من ولده خالد في الخامسة عشر من العمر عام 2016 كانت أقصى ما تعرض اليه حسين سالم في حياته ولم يعد بعد تلك التجربة الأليمة يفارق عيادات الأطباء.
ويبقى حسين سالم لغز كبيرا على الساحة المصرية، فهو رجل اعمال من طراز نادر، ذكى حاسم عملي، ويبقى تنازله عن 75% من ثروته وممتلكاته خارج وداخل مصر من أجل التصالح والعودة إلى وطنه كما يردد هو دائما محور للتعجب لرجل بلغ من العمر 83 عام يرغب أن تكون أخر أنفاسه على أرض وطنه، وقد يكون الحكم النهائي عليه في يد التاريخ الذي ينتظره عملا شاقا في العقود القادمة ليحكم على كثيرا من الظواهر الغامضة في التاريخ المصري الحديث.