كشف الإعلامي توفيق عكاشة كواليس القبض عليه قائلًا: “كنت رايح الساحل أو بيتي وبعدين تعرضت لاختطاف الساعة 4 الا ربع وكأنهم زوار الفجر، ثم ذهبوا بي إلى شرطة تنفيذ الأحكام حتى إن اللواء كان يعتذر لي بسبب أسلوب القبض علي”.
وأضاف عكاشة خلال حواره لبرنامج “على مسؤوليتي ” المذاع على فضائية “صدى البلد”، اليوم السبت، “الضباط كانوا عاوزين يتصوروا معي سيلفي، وأول ما وصلت لقسم شرطة مدينة نصر أول، مأمور القسم كان متلغبط، ويومها كان يوم الجمعة ولا توجد نيابة واللي شغالة هي نيابة الطوارئ، ورد عليا المأمور إنه ميعرفش حاجة خالص، وفضلت في الحجز الانفرادي في القسم”.
وتابع: “الغرفة كانت مكيفة التي احتجزت فيها، وكان فيها مرحاض سيء جدًا، ورائحة المرحاض سيئة للغاية، ثم نقلوني قسم القاهرة الجديدة، لأن الناس بدأت تتجمع عند قسم مدينة نصر”، مضيفًا: “هنا أنا زعلان من حاجة هل الصدق بيدخل النار أم لا، فمن أول الساعة 8 الا ربع ولما وصلت سجن المزرعة كل الضباط الذين التقيتهم يكذبون على فقالوا إنني ذاهب لنيابة شرق مدينة نصر وأتوكل على الله وأخدوني في سيارة مصفحة ولاقيت نفسي في قسم القاهرة الجديدة”.
واستطرد: “فوجئت إني في عربية عليها متعدد للطلقات، وسألت الضباط هل هي سيارة ارهابيين أم نشّالين حتى أكتبها في مذكراتي، فضحك الضباط، وكان معي 12 عربية مصفحة وكأني خطر على الأمن العام، ووصلت سجن المزرعة بطرة، ولم أوقع على ورقة دخول السجن، ولا أي حاجة “.
وقال:”أول ما دخلت سجن المزرعة، كانت المعاملة محترمة، حتى الضباط كلهم جابولي صداع من كثر ما يقولون لي إنهم يحبوني، فيما عدا 3-4 لواءات، ومفتشين مباحث منهم واحد هرب عندي قبل كده، وأنا قلت لهم أنا زعلان منكم، لأنكم لم تقولوا لي إنكم هاتدخلوني سجن المزرعة، ومكانش هايجيلي سكتة قلبية”.
وتابع: “وقلت لهم هذه هي صفاتكم وزعلان منكم، لكن لاقيت الضباط في السجن المعاملة محترمة ويطبقون كافة قواعد حقوق الإنسان، وتعاملوا معي مثلما يقول الكتاب، وقالوا لي الارشادات في المعاملة داخل السجن، ووجدت مفتش مباحث مدينة نصر عمال يغمز لضباط السجن، فقلت له اذهب وروح”
واستطرد: “أضربت عن الطعام من يوم الجمعة حتى يوم السبت ولم أحصل على أدويتي، رفضًا لكل ما حدث معي، وكنت أعلم تمامًا أن مصيري حاجة من الإثنين إما القتل أو السجن، فبعد ثورة 30 يونيو أصبح عندي توقع واحد فقط هو القتل، لكن مفيش سجن، لكنهم رجعوا التوقع، ونفسيًا أهلت نفسي إن الإخوان هايدخلوني السجن، ويوم 27 يونيو في الاعوام الماضية هربت من قرار النائب العام طلعت عبدالله بتهمة قلب نظام الحكم وإحداث فتنة بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية التي عقوبتها الإعدام”..
وتحدث عن والدته قائلًا: “كنت أخشى أن تتوفي والدتي، لأنها مصابة بمرض القلب وعاملة عملية دعامة، وقلت لنفسي لو أمي توفيت مَن سيدفنها، ويأخذ عزاها، وصعبت عليا لأنها سيدة متصوفة، والدتي تختم القرآن الكريم شهريًا، وتصلي يوميًا أكثر ما بتقعد، فهل جزاءها تموت وابنها الوحيد في السجن، لذلك بكيت على أمي حينما تذكرت إنها ممكن تموت من الموقف ده، والساعة 3 صباحًا دخل الضباط وسألوني في حاجة يا دكتور، وجلسوا معي قلت لهم أبكي على أمي”.
وأشار إلى أن مأمور قسم مدينة نصر، ومأمور قسم القاهرة الجديدة رفض” أن يثبت أني مضرب عن الطعام أيضًا، لكن في ثاني يوم قالوا لي إني ممكن أتصل بأحد من الأسرة ليأتي لي بالأكل، فأعطيتهم رقم ابني، وكان مرتبك وهو في الكلية البحرية، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فكان متوسط درجة حرارة الزنزانة حوالي 55 درجة مئوية، وكان ابني يخاف على من أن يحدث لي شيء”.
وتابع: “أنا لم أتبول لمدة 4 أيام على التوالي في السجن، ودخلت زنزانتي ولم أخرج منها إلا إذ اكان هناك طلب من إدارة السجن، وكان عليّ حراسة شديدة حتى لا أموت داخل السجن والدولة تشيل الموضوع، لأن هناك إرهابيون متواجدون في السجن، وكانت كلها استدعاءات كلها تحدث لي بعدما حصل كل من المستشارين مرتضى منصور، ومصطفي بكري بتصريح لزيارتي”.
وأكمل: “طلب مني مرتضى منصور، ومصطفي بكري فك الإضراب عن الطعام، وسألت مصطفي بكري انت اتسجنت امتى فقال في الشتاء، فقلت له أنا لو قعدت 23 سنة في الشتاء مش فارق معايا، وأنا حاجتين اتنين زهقوني في السجن، الحرّ والذباب، ولما اشتكيت للمأمور الراجل أحضر لي البيروسول ورشيته، وبعد شوية من القعدة التلفزيون الموجود في الزنزانة هي القناة الأولى والثانية فقط، وهذا عبارة عن تعذيب فكري، لأن القناة الأولى والثانية لا تقدم أي شيء رغم إن لي زملاء ممتازين”.
وأوضح عكاشة أنه انتهى عن الإضراب عن الطعام بعد ذلك، وكان الدكتور يأتيني 2-3 مرة يوميًا لأني مريض بالسكر، وطلبوا مني أن أذهب إلى مستشفى السجن فقلت لهم: “أموت في الزنزانة، ولا أذهب إلى مستشفى السجن”.