أثار تمثال جديد تم تسميته باسم “مصر تنهض” حالة من الاستياء والاستهجان الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث برر العديد من مرتادي مواقع التواصل تصرفهم بأن التمثال لا يرقى لأن يمثل الاسم الذي يحمله فهو بذلك يسيئ إلى سمعة مصر، كما أنه يسئ إلى تمثال نهضة مصر الذي اشتق اسمه منه والذي صممه وقام بنحته النحات المصري العظيم” محمود مختار” حيث جسد التمثال الذي نحته “مختار” العديد من التعبيرات العميقة التي توضح مصر في زي الفلاحة التي تلمس بيدها تمثال يد الهول الذي يجسد القوى الوطنية لتنهض من جديد.
وفي تعليق له على ما تم تداوله من عبارات هجومية يقول النحات الدكتور أحمد عبد الكريم الذي قام بنحت تمثال “مصر تنهض” أن التمثال لم يكتمل بعد ولذلك لا يصح الحكم عليه، كما أن المتخصصون في فن النحت يعلمون جيداً أن العمل الفني يمر بعدة مراحل، كما أنه يوجد العديد من طرق النحت منها النحت على الطين والنحت على الرخام، ويتضمن ذلك تشريح الكتل الكبيرة ثم تشريح القطعة الفنية، وتلك هي المرحلة الحالية حيث لم يتم استكمال نحت الكتل وبذلك فإن التمثال لم يكتمل بعد حتى يتم الحكم عليه.
وقد صور “عبد الكريم” فيديو يدافع فيه عن عمله الفني فيقول:” لقد قمت بنشر صور التمثال على حسابي الشخصي على موقع فيسبوك وكان المقصود من نشر الصور الرد على أصدقائي الذين لا يتعدى عددهم خمسين فرداً بسبب سؤالهم المتكرر عن غيابي عنهم فنشرت صوري مع التمثال كرد على تساؤلاتهم بأني منشغل في نحت هذه القطعة الفنية، ولكني فوجئت بالكثير من التعليقات ومشاركة المنشور مرات عديدة.
ويوجه الدكتور أحمد عبد الكريم مصمم تمثال”مصر تنهض” شكره لكل من قام بدعمه فيقول:”أشكر كثير من الناس الذين قاموا بالتعليق بطريقة محترمة لأن كلامهم كان فيه شيءمن الصواب وهو أن العمل الفني لم يكتمل بعد، كما أحب التنويه على أن النحت على الرخام يختلف تماماً عن النحت العادي لأن النحت على الرخام يكون بطريقة الحذف فقط ولذلك فإنه يستغرق وقتاً كبيراً جداً وهذا العمل بدأت فيه منذ أيام معدودة”.
ويضيف عبد الكريم في حزن:”أنا آسف لكل من حزن لأني أمتلك الثقة بنفسي ولا أدرك سبب ذلك، أي فنان يمر بعدة مراحل عند قيامه بنحت تمثال حتى يصل إلى المرحلة التي ترضيه وترضي الآخرين، وأنا ضد أي عمل سئ بأي شكل من الأشكال وأتمنى أن تكون هذه الضجة قد تسببت في شيءمفيد”، واستكمل حديثه واصفاً تعليقات بعض المنتقدين بأنها وصلت إلى حد القذارة.
وعن فكرة التمثال يقول النحات المصري د”أحمد عبد الكريم”: الفكرة الأساسية للتمثال أنها سيدة تحاول الخروج من كتلة من الحجر تكتفها، وهي قريبة من وضع مصر الحالي، ولا علاقة للموضوع بنهضة ثقافية أو حضارية أو غير ذلك، ففكرة النهوض هنا تعني الخروج من الكتلة الحجرية التي تكتف الشخصية التي أقوم بنحتها.
أما عن رأس التمثال فأوضح أنه واجه مشكلة في وضع الرأس هل يكون متجهاً إلى الأمام أم ناظراً إلى الجانب، فأردت التعبير عن أنها وإن كانت تنظر إلى الجانب فيجب أن ترى أمامها أيضاً فالموضوع له جانب فلسفي وسواء أصبت أو أخطأت في اختيار الفلسفة أو العمل فأعتقد أن الموضوع لم يكن يستحق هذا التجريح الشديد سواء لي أو لأي جهة فنية.