أمس رحل عن عالمنا الفنان المعروف جميل راتب بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض وبعد مسيرة حافلة في السينما والدراما والأعمال المسرحية في مصر وفرنسا، في سطور نقدم بعض اللمحات عن حياة أيقونة الفن المصري جميل راتب.
من هو جميل راتب
ولد في القاهرة في 18 أغسطس من عام 1926، بدأ مشواره السينمائي عام 1946 وعمل في الأداء المسرحي ثم عاد ليكمل مسيرته في السينما؛ حيث قدم حوالي 67 فيلم منهم بعض الأعمال الإنجليزية والفرنسية.
عمة والدته هي هدى الشعراوي رمز تحرر السيدات في مصر، درس الحقوق في مدرسة الحقوق في مصر ثم سافر بعد عام لاستكمال دراسته الجامعية في فرنسا وبعدها عكف على دراسة الفن سراً دون علم أهله الذين كانوا يرفضون عمله به، تزوج من فرنسية وعمل في عدة مهن قبل أن يحترف التمثيل منها: كومبارس، ومترجم، ومساعد مخرج.
المسيرة الفنية لجميل راتب
كان جميل راتب عاشقاً للتمثيل محباً للفن، وقد وهب حياته للسينما والتمثيل؛ واستطاع بموهبته أن يصل إلى النجومية والسينما العالمية، من أبرز أعماله السينمائية المصرية: “حب في الزنزانة”، “البريء والكيف”، “على بيه مظهر”، “العبقري والخمسة”، “الصعود إلى الهاوية” لكن البداية الفعلية لمشواره الفني كانت في فيلم “أنا الشرق” الذي تم إنتاجه عام 1946، بعد ذلك انطلق الفنان الراحل جميل راتب إلى مشواره نحو العالمية واستطاع التألق فيها ساعده في ذلك إتقانه عدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية، وعن أعماله في السينما العالمية؛ فقد شارك الفنان عمر الشريف في بطولة “لورانس العرب” في عام 1962 وعمل مع النجم العالمي أنطوني كوين في مسرحية “زيارة السيدة العجوز” الذي كان فيه مساعد مخرج، والفيلم الأميركي “Trapeze”، والفيلم الفرنسي “To Commit a Murder”، وقدم 3 أفلام تونسية بإنتاج مصري فرنسي و7 أفلام فرنسية.
وعلى الصعيد المصري فقد أبدع الفنان جميل راتب في حفر بعض الأعمال المصرية القيّمة في ذاكرة جمهوره مثل: “وجه القمر”، “طيور الظلام”، “فارس بلا جواد”، “ضمير أبلة حكمت” مع النجمة فاتن حمامة، و”يوميات ونيس” مع الفنان محمد صبحي وغير ذلك.
شائعات رافقت حياة جميل راتب
كشأن أي فنان طاردت الشائعات الفنان جميل راتب أثناء حياته، وكانت شائعة ديانته هي أقواهن؛ إذ ساد اعتقاد كبير بأنه مسيحي لكنه نفي ذلك بشكلٍ قاطع وأكّد على أنه قد تزوج من فرنسية مسيحية واحتفظ بدينه وظلّت هي محتفظة بدينها، أما الشائعة الثانية فهي أن والدته فرنسية الجنسية لكن الحقيقة غير ذلك؛ فقد كانت مصرية صعيدية لكن ما ساعد على انتشار هذه الشائعة هو إتقان جميل راتب للفرنسية كونه عاش بها ردحاً من الزمن إلى جانب زواجه من فرنسية.
اقرأ أيضاً:
شائعات مثيرة طاردت الفنانين بعد الموت وهم داخل قبورهم.. جثة العندليب لم تتحلل وتعذيب أم كلثوم.
وصايا الفنانين وهم على فراش الموت.. أحدهم منع شقيقته من حضور جنازته وآخر وصى بدفن «العود» معه.
تعرف على حكايات أسطورية عن ظهور “أرواح” بعض الفنانين بعد موتهم، ستندهش من تلك القصص.
أشهر حالات الموت المفاجئ بين الفنانين.
وصية جميل راتب
أعلن مدير أعمال جميل راتب أنه قد أوصى قبيل وفاته بعدم إقامة عزاء له بعد موته والاكتفاء بتلقي العزاء أثناء الجنازة التي كانت عقب صلاة ظهر اليوم، لكن يبدو أن وصيته لم تتحقق إذ سوف يتم تلقي العزاء بشكلٍ يليق به في أحد مساجد القاهرة حسبما أعلن أشرف زكي نقيب الفنانين.
توفي جميل راتب بعد صراعٍ مع أمراض الشيخوخة والتي أدت إلى فقدان صوته ومواجهة صعوبة في البلع، وأكد الأطباء أن علاج حالته هو في إجراء عملية سوف يكون من المستحيل إجرائها في مثل سنه، رحل عن عمر يناهز الـ 92 عام وشيعت جنازته من الأزهر الشريف وذلك بعد أن خلّف العديد من الأعمال التي ستظل عالقةً في ذاكرة جمهوره.