يلا نزور سيوة دعوة نطلقها لكل عشاق الجمال وسحر الطبيعة، بقعة فريدة على الأراضي المصرية تتعدد فيها أوجه الجمال والتاريخ وتتنوع فيها البيئات الطبيعية ما بين الصحراء والبحيرات المالحة وينابيع المياه الكبريتية والآبار والعيون المنتشرة في ربوعها، الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية مزيج بين روعة الطبيعة وأصالة التاريخ.
واحة ذات طابع خاص تحافظ على تراثها وطابعها البيئي من المنازل المبنية بخامة “الكيرشيف” المميزة والملائمة لطبيعتها الصحراوية، إلى عادات وتقاليد أهلها من الأصول الأمازيغية… لم تطلها معطيات الحضارة الحديثة وضوضاء المدن…
بمجرد وصولك إلى أرض سيوة التي تقع على بعد 820 كم من القاهرة تنسى مشقة الرحلة وتأخذك نداهه الجمال وأنت تتنقل من مزار إلى آخر في ربوع الواحة الساحرة.
وتعد الواحة مقصدًا سياحيا عالميًا خاصة في فصل الشتاء، إلى جانب أنها مقصدًا للسياحة العلاجية خلال فصل الصيف.
الغروب في واحة سيوة_عدسة نجوم مصريةوكانت وزارة البيئة المصرية تحت رعاية الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة قد نظمت زيارة ميدانية توعوية لمجموعة من الصحفيين بمحمية سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح، وذلك ضمن بروتوكول التعاون بين الوزارة وجمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر، لرفع الوعي بأهمية المحميات الطبيعية على مستوى الجمهورية.
حضر الزيارة من وزارة البيئة محمد مصطفى، مدير إدارة التخطيط والتدريب بوزارة البيئة، وعصام السعداوي باحث بيئي، قطاع شئون الفروع بالوزارة. وإبراهيم باغي مدير محمية سيوة وأح السكان المحليين بالواحة.
مركز زوار محمية سيوة
نقطة انطلاق الزيارة كانت من مركز زوار محمية سيوة حيث اصطحبنا إبراهيم باغي مدير المحمية في جولة سريعة للتعرف على المحمية، وكما يقول أن مركز زوار محمية سيوة هو المرآة التي يرى فيها الناس محمية سيوة وكافة مقوماتها في 10 دقائق، يضم المركز 14 لوحة تحكي التنوع الطبيعي في المحمية، اللوحة الأولى لخريطة المحمية والتي تبلغ مساحتها 7800 كيلو متر مربع
وتنقسم إلى ثلاث قطاعات:
– المنطقة الأولى وهي القطاع الشرقي يمتد من بعد سيوة حتى الواحات البحرية على بعد 420 كيلو متر ومساحته 6000 كيلو متر مربع، أهم المناطق به “واحة الجارة” وهي التجمع السكني الوحيد داخل محمية سيوة ويوجد بها نموذج ثاني لـ “قلعة شالي”، إلى جانب مناطق “تبغبغ، وأم الغزلان”.
– المنطقة الثانية، وهي القطاع الغربي على الحدود المصرية الليبية مساحته 1700 كيلو متر مربع وبه منطقة “الجربة” و”شياطة” تتمتع بالتنوع البيولوجي وانتشار الغزال الأبيض المهدد بالانقراض.
– المنطقة الثالثة: على بعد 17 كيلو من سيوة وهي أهم المناطق لسياحة السفاري في سيوة بمساحة 100 كيلو متر مربع.
غابات متحجرة وأكبر حفرية حوت في العالم
وتأخذنا اللوحة الثانية إلى لون مختلف من التنوع البيولوجي في واحة سيوة وهو الغابات المتحجرة، يضم الغابات الخشبية وأنواع من الحفريات وقد كشف بحث عام 2010 بالتعاون مع جامعة “ميتشجان” عن 170 موقع يضم كائنات بحرية متحجرة في منخفض القطارة وعُثر على أكبر حفرية حوت متحجرة على مستوى العالم في هذه المنطقة، طولها 17 متر وتتكون من 22 فقرة وحفريات أسنان سمك القرش حيث وصل البحث إلى أعمق نقطة في المنخفض 142 تحت مستوى سطح البحر، وكانت هذه المنطقة جزء من البحر تجمعت فيها الكائنات البحرية حتى جفت المياه.
اللوحة الثالث في مركز زوار سيوة تتحدث عن البيئات المتنوعة في سيوة ما بين صحراوية وبحيرات مالحة، كثبان رملية، حفريات، جبال، وديان، هضاب، أراضي رطبة، جميعها تتميز بتنوع في النباتات والحياة البرية.
أعشاب علاجية وطيور وحيوانات مهددة بالانقراض
اللوحة الرابعة تشير إلى تعدد النباتات في سيوة، ما بين نباتات رعوية يستخدمها البدو في الصيف في حالة ندرة المياه، إلى جانب النباتات العطرية والعلاجية مثل “الحنضل” لعلاج الروماتويد والتهاب المفاصل، و”كف مريم” لتسهيل الولادة و”الرطريط” لتهدئة البطن، حيث يلجأ أهالي سيوة للأعشاب الطبيعية للعلاج من مختلف الأمراض لأنهم في فترة من الفترات كانت الواحة معزولة تماما.
وتتنقل بنا بقية لوحات المركز الأربعة عشر لتستعرض أنواع الطيور والحيوانات في الواحة حيث يوجد 128 نوع من الطيور بعضها مقيم وبعضها مهاجر، من نهاية سبتمبر إلى نهاية فبراير مثل “النوارس، البشارش، وأبو سمان، والبلشون الأبيض والرمادي، والعصفوريات”، أما الحيوانات فهناك “الثعلب الأحمر، وثعلب الرمال، والغزال الأبيض، والغزال الأحمر”، إلى جانب أخطر أنواع الزواحف مثل “الحية المقرنة” ومن الحيوانات أيضا،”الضبع، والأرانب، وجربوع الصحراء، والعناكب، والفهد الإفريقي” جميعها مهددة بالانقراض.
جبل الدكرور _عدسة نجوم مصريةمعالم أثرية من مختلف العصور
واستعرض مدير المحمية بقية لوحات مركز زوار واحة سيوة والتي تبرز أهم المعالم الأثرية بسيوة، مثل قلعة شالي ومعبد آمون مقابر جبل الموتى ومعبد التنبؤات “الإسكندر” والمسجد العتيق في قلعة شالي وجبل الدكرور للعلاج بالدفن في الرمال، فضلا عن أهم الرحالة المستكشفين الذين ساهموا في اكتشاف الصحراء والوصول الى واحة سيوة مثل أحمد حسنين بك وجمال الدين حسين.
لمحات سريعة أخذنا فيها إبراهيم باغي، مدير محمية سيوة داخل مركز الزوار وفي تقارير لاحقة نستعرض بالتفصيل بعضا من المعالم والمزارات السياحية الخلابة التي زرناها على أرض سيوة خلال الرحلة التي نظمتها وزارة البيئة لجمعية كتاب البيئة والتنمية لرفع الوعي بالمحميات الطبيعية في مصر.