حول أهم المحاور التي طرحتها مصر في فاعليات أسبوع المناخ المنعقد بنيويورك خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى التقدم المحرز في قضايا البيئة على الصعيدين المحلي والدول، كان هذا اللقاء الخاص مع وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، في الصالون الثقافي الأول الذي عقدته نقابة الصحفيين المصريين، كشفت فؤاد خلال اللقاء عن جهود مصر في مواجهة التغيرات البيئية دوليا ومحليًا، وأهم المبادرات البيئية وخطط الاستثمار الأخضر المصرية، كما أقامت حوارًا واستقبلت تساؤلات الصحفيين في هذا الملف.
اللقاء تم بحضور نقيب الصحفيين، خالد البلشي وعدد من مجلس نقابة الصحفيين، أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية، وأدار اللقاء، الكاتب الصحفي، الدكتور محمود بكر، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وإلى تفاصيل اللقاء..
في البداية تحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن الرسالة التي حرصت مصر على توجيهها خلال مشاركتها في أسبوع المناخ بنيويورك، وقالت: حرصنا خلال مشاركتنا في أسبوع المناخ بنيويورك على التأكيد أن مصر لاعبًا رئيسيًا في قضايا المناخ على المستوى الدولي، كما قدمت مصر مبادرتين مهمتين لتوحيد الصوت الأفريقي، وهما المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة، والمبادرة الأفريقية للتكيف. كما أن مصر، بالتعاون مع أذربيجان وأستراليا، تقود المفاوضات حول الهدف الجماعي لتمويل المناخ، حيث نسعى للتوصل إلى رقم تمويلي جديد يتجاوز الـ 100 مليار دولار لدعم الدول النامية في جهودها للتصدي لتغير المناخ.
وعن تقييم دور مصر الإقليمي والدولي في ملف المناخ، أشارت إلى أن مصر تتواجد بشكل قوي في عدة مجموعات تفاوضية، منها المجموعة الأفريقية، المجموعة العربية، ومجموعة متشابهة الفكر. كما أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ في شرم الشيخ، والحشد من التمويل للمبادرات الأفريقية، يعكسان دور مصر القيادي في هذا الملف. نحن نسعى دائمًا للتنسيق مع الدول الأخرى لضمان توحيد الجهود لمواجهة التحديات المناخية العالمية.
تسهيل الاستثمارات البيئية
وبالحديث عن الاستثمارات البيئية والجهود المبذولة لدعم هذا القطاع، قالت ياسمين فؤاد لدينا العديد من المشروعات الاستثمارية في المجال البيئي والمناخي، حيث أطلقنا أول مؤتمر للاستثمار البيئي والمناخي بهدف إشراك القطاع الخاص في المشروعات البيئية. أنشأنا وحدة استثمارية بالوزارة لتسهيل الحصول على الموافقات البيئية وتسريع الإجراءات، ونستهدف دعم المنتجات المصرية لتكون قادرة على المنافسة عالميًا. كما أننا نعمل على ربط ملف البيئة بالتنمية الاقتصادية بناءً على توجيهات القيادة السياسية.
إغلاق 79 مقلب عشوائي وإنشاء 86 محطة لإدارة المخلفات
وفيما يتعلق بالدور الذي تلعبه الوزارة في تحسين إدارة المخلفات، قالت ياسمين فؤاد: قطعنا شوطًا كبيرًا في تطوير منظومة المخلفات، لقد أنجزنا بناء 28 مدفن صحي و86 محطة وسيطة، بالإضافة إلى مصانع تدوير المخلفات. كما أغلقنا 79 مقلبًا عشوائيًا ونعمل على إشراك القطاع الخاص، والاستفادة من المخلفات الزراعية والصناعية لتحويلها إلى موارد اقتصادية. مشيرة إلى أن القطاع الخاص له دور حيوي في دعم المبادرات البيئية، ونعمل على تهيئة بيئة تشريعية واستثمارية تتيح له المساهمة في مشاريع الطاقة المتجددة، وإدارة المخلفات، والسياحة البيئية، كما لدينا بالفعل نماذج ناجحة من الشراكات مع القطاع الخاص، ونسعى لتوسيع نطاق هذه الشراكات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
نشر الوعي
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن أهمية نشر الوعي البيئي وخاصة بين الأطفال، وأشارت إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم لدمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية، حيث نؤمن أن الأطفال والشباب هم المحرك الرئيسي لتحقيق الاستدامة البيئية، ولذلك نعمل على نشر مفهوم إعادة التدوير والبناء الأخضر في المدارس، بما يعزز من وعي الأجيال القادمة بأهمية حماية البيئة.
تحسين جودة الهواء والنقل المستدام
وفي سؤال عن كيف تتعامل الوزارة مع التحديات البيئية التي تواجه المدن الكبرى مثل القاهرة، قالت فؤاد: نعمل بالتنسيق مع الوزارات الأخرى على تنفيذ برامج لتقليل التلوث الهوائي، وإدارة المخلفات الصلبة، وتحسين كفاءة النقل العام. القاهرة تمثل تحديًا كبيرًا بحكم حجمها وكثافتها السكانية، لكننا نحرز تقدمًا ملحوظًا بفضل دعم القيادة السياسية وتنفيذ خطط شاملة للنقل المستدام والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة.
وعن دور المجتمع المدني في مجال البيئة، أكدت وزيرة البيئة أن المجتمع المدني شريك أساسي في جهودنا لتحقيق الاستدامة البيئية، نعمل على تمويل المشاريع الصغيرة المتعلقة بالمناخ، ونقدم الدعم الفني والمالي للجمعيات الأهلية التي تنفذ مبادرات بيئية محلية، فضلا عن تعزيز التواصل مع منظمات المجتمع المدني لخلق بيئة تعاونية تعزز من قدرتهم على تنفيذ مشاريعهم.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لتطوير المحميات الطبيعية في مصر، قالت فؤاد: المحميات الطبيعية في مصر تمثل ثروة قومية هامة، ونحن نعمل على تطوير البنية التحتية لهذه المحميات لزيادة قدرتها على جذب السياحة البيئية. وقمنا بإطلاق مشروعات لتطوير 13 محمية، وندرس توسيع الشراكات مع القطاع الخاص لإدارة المحميات. كما نركز على تعزيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على المحميات من خلال برامج التوعية البيئية، وهذا يتماشى مع استراتيجية الحكومة لتعزيز السياحة المستدامة
وفي ختام اللقاء أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على حرصها دائمًا على فتح قنوات التواصل مع وسائل الإعلام لتوضيح الحقائق المتعلقة بالقضايا البيئية، الصحافة البيئية شريك أساسي في رفع الوعي المجتمعي ونشر مفاهيم الاستدامة.