كتبت: آية الهضيبي
تعسيرٌ وتعسير ونلقى حدفنا في النهاية إلى أسوأ مصير، ونرجع نلومُ على غياب الضمير وانتشار العادات السيئة والجرائم الاجتماعية مثل التحرُش، وتمزُق الروابط وتفكُك الأبنية.
القانون لا يجوز أنْ يُضيع حق أو يُجير على إنسان لأجل إنسانٍ آخر ونحنُ أنفُسنا نقبل الوضع بامتعاض ونعود لِنُطالب بالمساواة!
لم تقُم الحياة مُنذُ البداية على الأنانية؛ بل المُشاركة بالرضا وقامت على آدم وحواء فَلِمَ نحنُ الآن داخل غابة الجميع يفترس بعضه ومَنْ يقدر على إيذاء الآخر يفعل؟
اِقْرَأْ أَيْضًا: مكافأة نهاية العام
والسؤال لا يصح أنْ يكون لِمَ؛ بل لِمَ لا وقد توفرت سُبُل ارتكاب الجريمة وأسبابها ودوافعها وإن كانت واهية، الشرعُ يبني العرش الحقيقي لِملوك العقيدة السليمة دون أدنى شك، ويضمن لهم حياة آمنة لا تخلو من العقبات؛ ولكن الأخذ بالأسباب لا يتنافى مع الإحساس والإحسان والمُراعاة..
إنَّ الذي جعلكم شعوبًا وقبائل لِتعارفوا لا لِتتقاتلوا وتملأ الضغينة بحوركم وأنهاركم، هو وحده أيضًا الذي خلق حواء لِآدم لتسكُن إليه ويسكُن إليها وجعل العلاقة الإنسانية الشرعية العادلة لا تكتمل إلا بالمودة والرحمة، فَكيف شُوهت هذه العلاقة الآن إلى هذا الحد!
أصبحت علاقة زائفة تارة يُصيبها العنَت، وحقيقية يشوبها الزيف أكثر من الحقيقة بسبب مُعضلات مادية أكثر من أي شيء، وما حاجتنا لِبيوتٍ بلا رجال وما حاجتنا بِمُجتمعٍ يملؤه أشباه وشبيهات الرجال؟
اِقْرَأْ أَيْضًا: الثقة بالنفس عنوانٌ للشخصية المستقلة
المُعضلة عزيزي القاريء ليست فقط أمورًا مادية وإنما أصبح التقدير يُساوي الثمن في حين أنَّ الإنسان الصالح لا يُقدَّر بِثمن.
«لا ضرر ولا ضِرار والحقُ الاعتدال وخير الأمور الوسط»
الزواج من وجهة نظري هو جواز مرور لِمَن أراد ومَنْ لم يُرد رُبما يعيش الحياة إنسان عادي وناقص، وإذا أراد أنْ يُكمل نصف دِينه عليه بدفع رسوم الجواز مُضاعفةً لِيعبُر إلى عالَمٍ بات يكرهُه الآن.
وفي كُلِّ الأمور بلا استثناء فلا يوجد فجوات في زمان الفِتَن والشهوات، واقتحام الحصون بالشُبُهات والتقليل من الذات، نحنُ بِحاجة إلى عقول حقيقية وقلوب راضية واعية، وكُلما تيقنت أنك في حالة نقص كُلما خف عبء المثالية، وكُلما سرنا على المنهج الصحيح كُلما سَلِمنا من الوقوع في المزيد من فخاخ الكدر والهم والغم والذُل وتوقفنا عن البحث عن شيء لن نجده في الكلام فقط.
ومع الوقت لم يعُد هُناك مكان للغرابة داخل مُجتمعٍ لا يخلو من الأحداث التي باتت غير صادمة في الواقع، نمتص غضبنا في هدوء ونُكمل الحياة كأن شيئًا لم يكُن.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك