حذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من الفوضى المناخية التي لا رجعة فيها إذا لم نتدخل بسرعة لوقف وتيرة التغيرات المناخية للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، وأضاف في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”COP27″، بماذا سنجيب أطفالنا عندما يسألونا ماذا فعلتم لكوكبنا عندما سنحت لكم الفرصة؟
إن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ يؤكد أن الإجابة في أيدينا، نحن في معركة حياتنا، تتزايد الانبعاثات لغازات الاحتباس الحراري وترتفع درجات حرارة العالم، نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين.
الحرب في أوكرانيا، عنف واضطرابات في العديد من الأماكن وغيرها من الصراعات التي ترتبط بالفوضى المناخية المتزايدة.و لا يمكن أن تكون أزمات اليوم الملحة ذريعة للتراجع بل يجب أن تكون سبب لمزيد من الإلحاح والعمل الأقوى والمساءلة الفعالة.
و يشير الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إذا كان النشاط البشري هو سبب مشكلة المناخ، فيجب أن يكون العمل البشري هو الحل، العمل على إعادة تأسيس الطموح وإعادة بناء الثقة خاصة بين الشمال والجنوب.
العلم يقول أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة يعني تحقيق صافي انبعاثات صفرية عام 2050، فنحن نقترب بشكل خطير من نقطة اللا عودة.
و يضيف لتجنب هذا المصير يجب على الدول المتقدمة أن تأخذ زمام المبادرة، وقد دعوت في العام الماضي بجلاسكو إلى تحالف لدعم الاقتصادات الناشئة عالية الانبعاثات لتسريع الانتقال من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة. نحن نحقق تقدما في شراكات انتقال الطاقة العادلة ولكننا بحاجة إلى المزيد، لهذا للسبب في بداية “كوب27” أدعو إلى ميثاق تاريخي بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة ميثاق التضامن المناخي.
ميثاق تبذل فيه جميع البلدان جهدا اضافيا لتقليل الانبعاثات هذا العقد بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة.ميثاق تقدم بموجبه البلدان الأكثر ثراءا والمؤسسات المالية الدولية المساعدة المالية والتقنية لمساعدة الاقتصادات الناشئة على تسريع تحولها إلى الطاقة المتجددة.و إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري حلول عام 2040.
ميثاق يوفر طاقة مستدامة عالمية وبأسعار معقولة للجميع، ويتحمل أكبر اقتصاديين- الولايات المتحدة والصين-مسئولية خاصة لتوحيد الجهود لجعل هذا الميثاق حقيقة واقعة، هذا هو أملنا الوحيد لتحقيق أهدافنا المناخية.
و يشير الأمين العام في كلمته إلى الحاجة الماسة إلى إحراز تقدم في التكيف لبناء المرونة في مواجهة الاضطرابات المناخية القادمة، حيث يعيش اليوم حوالي ثلاث مليارات ونصف المليار شخص في بلدان شديدة التأثر بالتغيرات المناخية.
وعود التكيف
في جلاسكو وعدت الدول المتقدمة بمضاعفة دعم التكيف إلى 40 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050، نحن بحاجة إلى خارطة طريق حول كيفية تسليم ذلك، علينا أن ندرك أنها ليست سوى خطوة أولى، ومن المقرر أن تنمو احتياجاتنا للتكيف إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، فجب أن يتدفق نصف التمويل المتعلق بالمناخ للتكيف.
في الوقت نفسة يجب أن نعترف أنه لا يوجد تكيف مع تزايد الأحداث الكارثية التي تسبب معاناة هائلة في جميع أنحاء العالم، ومن ثَمّ لم يعد من الممكن التغافل عن ما يحدث من خسائر وأضرار انه واجب أخلاقي تتعلق بالتضامن الدولي والعدالة المناخية. هؤلاء الذين ساهموا بشكل أقل في أزمة المناخ يحصدون الآثار السلبية التي زرعها الآخرون.
و طالب الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة أن تقوم الحكومات بفرض ضرائب على الأرباح المفاجئة لشركات الوقود الأحفوري، وعمل أنظمة إنذار مبكر شاملة في غضون خمس سنوات.
و إعادة توجيه الأموال إلى الأشخاص الذين يعانون ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وإلى البلدان التي تعاني الخسائر والأضرار الناجمة عن أزمة المناخ، ولذا يجب أن يتفق مؤتمر الأطراف على خارطة طريق واضحة ومحددة زمنيا لمعالجة الخسائر والأضرار ذات ترتيبات مؤسسية فعالة للتمويل، ويعد هذا اختبار أساسي لالتزام الحكومات بنجاح كوب 27.
التضامن الدولي
و أخيرا يشير الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إننا نعرف ما يجب القيام به ولدينا الأدوات المالية والتكنولوجية لإنجاز المهمة، لقد حان الوقت لكي تجتمع الدول من أجل التنفيذ، حان الوقت للتضامن الدولي في جميع المجالات، نحن بحاجة إلى كل الأيدي على سطح السفينة من أجل عمل مناخي أسرع وأكثر جرأة، لكي ننتصر في معركة المناخ العالمية أو نخسرها في هذا العقد الحاسم.
فهناك شيء واحد مؤكد وهو أن أولئك الذين يستسلمون سيخسرون بالتأكيد، لذلك دعونا نقاتل معا ودعونا نفوز، من أجل 8 مليارات فرد من عائلتنا البشرية وللأجيال القادمة.
