أدلى وزير الخارجية المصري سامح شكري بتصريح يشير إلى استمرار إثيوبيا في ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي.
صدرت هذه التصريحات أثناء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 يوم السبت.
وأكد شكري أن إثيوبيا قد خرقت القانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوصل إليه عام 2015. وأضاف أن مصر ترفض أي إجراءات أحادية الجانب في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، بما في ذلك سد النهضة.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن مصر تواجه نقصًا حادًا في المياه، وتعاني من أدنى معدل هطول للأمطار في العالم، وبالمقابل يبلغ عدد سكانها أكثر من 105 مليون نسمة مما أدى إلى تناقص الحصة المائية للفرد.
وأشار إلى أن هناك عجزًا سنويًا يفوق 50% من احتياجات مصر المائية، مما يستلزم إعادة استخدام المياه المتاحة بشكل متكرر واستيراد مياه افتراضية من خلال واردات غذائية مما يتكبد تكاليف تقدر بحوالي 15 مليار دولار سنويًا.
وتعتمد مصر بنسبة 98% على مياه نهر النيل مما يجعلها عرضة للتأثر بشدة في حالة استخدام غير مستدام لمياه النهر، وبناءً على ذلك تتمسك مصر بموقفها الثابت والمستند إلى القانون الدولي في رفض أي إجراءات أحادية الجانب في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، بما في ذلك سد النهضة الإثيوبي، وقد بدأ بناء السد دون التشاور أو الدراسة الوافية للتأثيرات المحتملة على الدول المجاورة.
وأضاف أن إثيوبيا قد تواصلت في ملء وتشغيل السد بشكل أحادي، وهو انتهاك للقانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ لعام 2015.
وفي وقت سابق اليوم، بدأت جولة جديدة من المفاوضات حول سد النهضة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقد تم إجراء جولة جديدة من المفاوضات بشأن سد النهضة بمشاركة وزراء الموارد المائية من مصر والسودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى وفود التفاوض من الدول الثلاث.
تأتي هذه الجولة في إطار استكمال الجولات التفاوضية التي بدأت في القاهرة في أغسطس الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد في غضون أربعة أشهر.
وتعبّر وزارة الري المصرية عن أهمية هذه المفاوضات وضرورة التوصل إلى اتفاق ينظم عملية ملء وتشغيل السد، وذلك لتجنب المشاكل والتداعيات السلبية على الدول المعنية، وقد تم التوافق على سرعة الانتهاء من الاتفاق خلال الاجتماع الذي جمع قادة مصر وإثيوبيا في يوليو الماضي.
ومع ذلك أبدى وزير الموارد المائية المصري، هاني سويلم، انتقادات لإثيوبيا بسبب استمرارها في عملية ملء السد بدون التوصل إلى الاتفاق اللازم.
في 10 سبتمبر أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عن انتهاء عملية تعبئة السد بنجاح، وذلك بعد جولة جديدة من المفاوضات بين الدول الثلاث.
ومنذ عام 2011، تستمر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
معلومات عن سد النهضة:
يقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود مع السودان.
ويعتبر من أكبر السدود في إفريقيا، حيث يبلغ طوله 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترًا.
تم تدشين إنتاج الكهرباء من السد رسميًا في فبراير 2022، ويتوقع أن يصل إلى طاقته الانتاجية الكاملة عام 2024.