يحتفل المسلمين في كافة دول العربية والإسلامية بذكرى ميلاد سيد الخلق النبي محمد صلوات الله عليه في 12 من ربيع الأول من كل عام هجري، فتتعدّد مظاهر السعادة والبهجة، وتعتبر حلوى المولد من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي، وأول من احتفل بذكرى المولد في مصر الدولة الفاطمية، حيث تم توزيع الحلوى على المواطنين الشوارع والتي بقيت أحد تقاليد الاحتفال حتى الآن وتحرص كافة الأسر المصرية على اقتنائها كل عام، وسيحتفل المسلمون بالمولد النبوي الشريف 2022، بعد أقل من شهر من الآن، حيث يوافق المولد النبوي الشريف يوم 12 ربيع أول من كل عام هجري.
يصادف الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يوم السبت 8 أكتوبر 2022، الموافق يوم 12 ربيع أول 1444.
تمنح الدولة المصرية موظفيها إجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع الموظفين والموظفات والطلاب، ويعتبر آخر أيام العطلات الرسمية للعام الجاري.
ومن المقرر، أن يعلن رئيس الوزراء قرارا بشأن إجازة المولد النبوي الشريف 2022، لكافة الموظفين في الوزارات، والمصالح الحكومية، والمؤسسات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال.
الاحتفال بالمولد النبوي
ومن جهتها، أكدت دار الإفتاء المصرية إن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وما يصاحب ذلك من عادات بشراء حلوى المولد النبوي، كإحدى مظاهر الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، يعتبر من أفضل الأعمال وأعظم القربات.
وأضافت “الإفتاء”: قد نقل الإمام السيوطي عن إمام القراء الحافظ ابن الجزري من كتابه «عرف التعريف بالمولد الشريف» قوله: [إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة إثنين لإعتاقه ثُوَيْبَةَ عندما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان أبولهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جُوزِيَ في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ يُسَرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم] اهـ.
كما أشارت “دار الإفتاء” إلى أن الاحتفال هذه الذكرى واجبة واحياءها بكل مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة للتقرب إلى الله عز وجل، بما في ذلك اعتياد الناسُ على شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها؛ فرحًا منهم بذكرى مولد سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة.
حكم التهادي بحلوى المولد النبوي
أما عن حكم التهادي بحلوى المولد، قالت الإفتاء أن العطاء والتهادي من الأمور المطلوبة؛ وذلك كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» رواه مالك في «الموطأ»، مشيرة إلى أنه ليس هناك أي دليل على منع أو تحريم القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا اعتبر ذلك مظهر من مظاهر التعبير عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ «للوسائل أحكام المقاصد».