“نترات الأمونيوم”.. المادة الكيميائية التي كانت السبب في عدة كوارث وآخرها انفجار “بيروت”
المواد الكيميائية هي مواد ذات منافع عديدة، ولكن يمكننا أن نقول أن بعض هذه المركبات هي سلاح ذو حدين، ومن ضمن الأسلحة الكيميائية ذات الحدين، مركب كيميائي صيغته “NH4NO3″، وهو ما يدعى باسم “نترات الأمونيوم”، فما هو هذا المركب الذي يمكن أن يساعد البشرية بوجه، ويمحيها بالوجه الآخر؟، في هذا المقال سنتعرف على معظم خصائص هذا المركب، وبما يمكن أن يفيد أو يضر.
مركب نترات الأمونيوم هو مركب كيميائي على شكل بلورات عديمة اللون، ويتفكك بسرعة كبيرة عندما يمس الهواء، يمكن أن ينحل هذا المركب في الماء، وأيضاً مع الميثانول والإيثانول.
وتبلغ السرعة الانفجارية لهذا المركب 2500 متر في الثانية، وبهذه السرعة بوجود كميات كبيرة منه يمكنه أن يدمر قرية صغيرة بأكملها، أو يحدث خسائر كبيرة جداً في مدينة كبيرة، مثلما حدث في حادثة “مرفأ بيروت”.
ومن ضمن استخدامات نترات الأمونيوم التي تساعد البشرية، أنه يستخدم لصناعة السماد الزراعي لأنه يحتوي على الكثير من “الآزوت”.
أما عن استخدامات هذا المركب التي من شأنها أن تدمر البشرية، هي أنه يستخدم في صناعة القنابل والمتفجرات، وقد تكون هذه الأدوات مفيدة للبشر إذا تم استخدامها مثلاً في مجال التنقيب في المناجم.
وبحسب ما نشرته صحيفة “RT”، فإن نترات الأمونيوم سجل عدة حوادث بعواقب مأساوية، وكانت أولها في عام 1921، في مدينة لودفيغسهافن الألمانية.
وبعد ذلك كارثة وقعت في ميناء تكساس في 16 أبريل عام 1947، حيث اندلع حريق في سفينة كانت تحمل 2300 طنا من مادة نترات الأمونيوم، ما أدى إلى انفجار أودى بحياة المئات وأصاب آلاف بجروح حرجة، ما دفع إلى وصفها بأنها من أكبر الكوارث “غير النووية” في العالم.
بعدها جائت الكثير من الحوادث المؤلمة بسبب عدم تعامل الدول بحذر شديد مع أماكن تخزين نترات الأمونيوم، وكانت نتيجة آخر هذا الإهمال هو حادثة “مرفأ بيروت”، الذي أودى بحياة الكثير، وتمت إصابة حوالي أربعة آلاف شخص في العاصمة اللبنانية “بيروت”.