اشتهر سكان شبه الجزيرة العربية منذ قديم الأزل بأنهم أهل كرم وعطاء، ولكنه إذا ذكر الكرم لابد وأن يذكر حاتم الطائي والذي عرف على أنه من يضرب به المثل في الكرم حتى الآن.
ولد حاتم الطائي ولد في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام في حائر، قبيلة طئ وتوفي عام 605م، وأشتهر بالشعر الفصيح والكرم المبالغ فيه، فقد كان ينزل عنده الضيف فيذبح له الإبل ويسوق معه هدايا، حتى أنه وهو فتى عند ابيه جاءه ثلاث شعراء على سفر يريدون اللبن يقتاتون به، فذبح لهم ثلاثة من الإبل، فتعجبوا من عظيم فعله، ومدحوه بأبيات شعرية رائعة، فقال لهم أردت التفضل عليكم، فزدتم على بفعلكم هذا، فأقسم عليهم إما أن يقوم برقاب باقي الإبل ويولم لهم بها أو يقسموها حيه بينهم، وبالفعل تقاسموها ليرحل كل منهم بتسع وثلاثين من الإبل، ولما عاد أبوه قص عليه الأمر، فغضب منه وتركه ورحل عنه.
وقد ولد لحاتم الطائي ثلاثة أبناء هم عدي، سفانة، وعبدالله، اما سفانة وعدي فقد أدركا الإسلام وأسلما، وقد روي عن عدي بن حاتم قال قلت لرسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك – يعني : من أجر -؟ قال : ” إن أباك طلب شيءاً فأصابه “.أي الشهرة والذِّكر.
رواه أحمد (32 / 129)، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناوط
وقد توفي حاتم الطائي في عام 46 قبل الإسلام ودفن بحائل بشبه الجزيرة العربية