انهار جسر الحلفاية الذي يعتبر من الجسور العريقة في السودان تاركاً وراءه حطاماً فقط وأسئلة معلقة لم يتم الإجابة عليها بعد، وحتى الآن لم تتفق التقارير والآراء على الجهة التي كانت السبب وراء تدمير جسر الحلفاية وسط الاشتباكات الجارية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
أفادت بعض الجهات المعنية التابعة لقوات الجيش السوداني أن ميليشيات الدعم السريع هي من وراء تدمير جسر الحلفاية، خاصة أن هناك بعض الدلائل التي توضح وجود قوات الدعم السريع بجانب الجسر أثناء تدميره أمس الإثنين الموافق 1 من شهر يوليو الجاري.
من المسؤول عن تدمير جسر الحلفاية
كما ذكرنا أن جسر الحلفاية يعتبر من الجسور العريقة في السودان، وبعد أن تم تدميره اليوم أصبحت الجهة المسؤولة من تدميره مجهولة الآن وسط العديد من التقارير الصادرة من جهة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أيضا، ويبقى السؤال هل هو ضحية صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أم أن هناك أطرافاً أخرى خفية تقوم بتحريك خيوط اللعبة.
خلال الساعات الأخيرة تبادل الجيش السوداني وقادة قوات الدعم السريع مسؤولية تدمير جسر الحلفاية، حيث يتهم كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الطرف الآخر بتدمير الجسر عمداً، تاركين الحقيقة غامضة حتى الآن وسط اتهامات متبادلة.
ما هو مؤكد أن جسر الحلفاية يعتبر شرياناً رئيسياً لحركة المرور والتنقل، والآن أصبح رمزاً لانهيار الدولة السودانية بالإضافة إلى فشل السلطات السودانية بما في ذلك قوات الجيش السوداني في حماية المواطنين.
جسر الحلفاية لا يعتبر بناء من الحديد والخرسانة فقط بل هو رمز للتاريخ والثقافة السودانية العريقة، حيث تم بناء الجسر في عام 1929 ليكون شاهداً على حقبة من الاستقرار والازدهار، وخلال عقود كان الجسر يربط بين مختلف أنحاء البلاد وسهر حركة المرور والتجارة والسياحة.
حتى الآن لم تتفق التقارير والآراء بشأن تحديد الجهة المسؤولة من تدمير جسر الحلفاية، حيث يتبادل الطرفان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات حتى الآن.
آخر التطورات
حتى الآن لم تصدر أي جهة مستقلة تحقيقاً رسمياً لتحديد المسؤولية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ظهرت بعض التفاصيل الجديدة اليوم الثلاثاء 2 يوليو، وهذه التفاصيل تلقي المزيد من الضوء على هذه القضية المعقدة.
أظهرت تحليلات لصور الأقمار الصناعية وجود حفرة عميقة بالقرب من الجسر قبل انهياره مما يشير ذلك إلى احتمال استخدام عبوات ناسفة لتفجيره.
هذا وقد نشر ناشطون اليوم أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر وجود قوات تابعة لمليشيات الدعم السريع بالقرب من الجسر أثناء وقوع الانفجار، كما أعلنت الحكومة السودانية عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لكنها لم تصدر أي معلومات حول تقدمها في عملها حتى الآن.
رأي الشعب السوداني
تثير التساؤلات الآن حول جدية التحقيقات الجارية في ملف جسر الحلفاية، في نفس الوقت يطالب الشعب السوداني بتحقيق شفاف ومستقل بحيث يمكنه الاطلاع على الجهة المسؤولة عن تدمير جسر الحلفاية، بالإضافة إلى محاسبة الجهة المسؤولة عن حدوث هذه الكارثة.
خلال الوضع الراهن لا يمكن البدء في إعمار جسر الحلفاية حيث تتجدد الاشتباكات بين الحين والآخر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولكن تعد إعادة الإعمار خطوة ضرورية على طريق الوحدة الوطنية والاستقرار.
قبل أن يتم البدء في إعادة إعمار جسر الحلفاية يجب الكشف عن الحقيقة ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تدمير الجسر، من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، حيث يبقى الوضع في السودان متوتراً ومضطرباً وسط الأوضاع الحالية، ويبقى السؤال “هل ستتمكن الحكومة السودانية من كشف الحقيقة وتحقيق العدالة؟”.