من إيلان إلى عمران قصة مآساة تتكرر، والعالم يستنكر بالكلمات فقط، لا أحد يحرك ساكناً أمام قتل الأطفال، وكأن لسان حال صغارنا يقول ” لماذا لا يزور الموت أوطاناً سوانا؟!”
منذ فترة ليست بعيدة، اتشحت القلوب الرحيمة بالسواد، حزناً على مصير الصغير ابن الثلاثة أعوام، الذي احتضنه البحر وكان به أرحم من بشرٍ كثيرين، إيلان صار رمزاً لأطفال العرب الذي يقتلون بدمٍ بارد أمام عالم فقد الضمير
وكأن موته صرخة تحاول أن تفيق الغافلين وتجبرهم على احترام الإنسانية التي فقدها العالم منذ أن أَلِفَ الحروب وعشق الدماء، واليوم عاد عمران ليجدد هذه القصة ويكمل فصولها الحزينة
عمران دقنيش طفل صغير عمره من عمر الثورة السورية، التي لا يعرف أسبابها ولم يذق طعم الأمان والآن يجني صنيع الظالمين الذي لا ذنب له فيه، وكأنه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل
خمس سنوات فقط طفل يتلعثم في حديثه، متعجباً مما حلَّ به فهو يمسح وجهه الملطخ بالدماء ثم ينظر إلى يديه التي تخضبت بالحُمرة الحزينة التي لا يعرف لها سبب، حيث قُدِّر له النجاة من غارة جوية تابعة للنظام السوري في حلب، حيث سقط منزلهم وتم إنقاذه هو وعائلته ونقلم لتلقي العلاج
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يبفي العالم صامتاً أمام تلك المجازر بحق الطفولة البريئة؟!