بعد نجاح الثورة الليبية في عام 2011، وقيام الثوار بقتل الزعيم الليبي (معمر القذافي) بالطريقة المهينة التي تم بثها على الكثير من شاشات التليفزيون دون مرآعاة لحرمة أو لكرامة إنسان متوفى، قام مجموعة كبيرة من مقاتلوا مصراتة الذين شاركوا في عملية القتل هذه بحمل جثة الزعيم الليبي إلى مصراتة، وهى إحدى المدن الليبية التي قامت من خلالها الثورة، وبها معارك طاحنة حتى الآن.
وبعد وصول الجثة إلى مدينة مصراتة، باتت هذه الجثة يومها الأول في منزل رجل يدعى (أنور صوان)، هذا الرجل الذي اكتسب هو وبيته هذا شهرة ثورية واسعة في ليبيا بسبب هذا الفعل الذي قام به، حيث اعتبره الكثير من الليبيين رمزا من رمز الثورة، وما زال هذا الرجل يشارك في القتال الدائر حاليا في ليبيا، ثم قام هذا الرجل هو ومجموعة كبيرة من قادة مصراته باصطحاب الجثة إلى مكان غير معلوم ودفنها فيه.
وقد قال (أنور صوان) إن قادة مصراته أبقوا مكان القبر سرا حى لا يقوم أحد من المعارضين للقذافي بانتهاك حرمة القبر، أو أن يقوم مؤيدي القذافي بجعل هذا القبر ضريحا له، ويجعلوه ولي من أولياء الله.
هذا وقد أكد (صوان) أن عائلة الزعيم الليبي عرضت عليه مبلغ 25 مليون دولار ليعلمهم بمكان قبر القذافي، ولكنه رفض هذا العرض قائلا لهم (عندما تأتون بحكماء عائلاتكم وأكبر رجالها، وتقولون “نحن مسئولون عمّا فعله القذافي في الأربعين عاماً الماضية” سأعطيكم جثته، لكنهم قالوا “لا نتحمّل مسئولية أفعاله)