في تصريحات رسمية اتهم محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي” قائد ميليشيات الدعم السريع مصر بأنها تدخلت خلال الفترة الأخيرة في الحرب الجارية في السودان بينه وبين قوات الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
تصريحات حميدتي
اتهم قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو مصر بشن ضربات جوية في السودان وهذه الضربات استهدفت قواته في العديد من المناطق بالسودان، زاعماً أيضا أن مصر قامت بتدريب الجيش السوداني وامداده بطائرات مسيرة.
تصريحات حميدتي جاءت في مقطع فيديو مسجل، حيث حاول حميدتي تسليط الضوء أكثر على ما يراه تدخلاً مصرياً في الصراع السوداني الجاري الآن.
الرد المصري
من جانبها نفت وزارة الخارجية المصرية هذه المزاعم بشكل قاطع، وأكدت أيضا أن مصر تركز جهودها فقط على وقف الحرب في السودان وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية في السودان.
كما أوضحت الخارجية المصرية أن الدولة المصرية حريصة على أمن واستقرار ووحدة السودان، كما شددت أيضا على أنها تألو جهداً في تقديم الدعم للأشقاء في السودان من أجل مواجهة الأضرار الناتجة عن الحرب.
تفسير تصريحات حميدتي
تصريحات حميدتي بشأن تدخل الطيران المصري في الصراح السوداني تأتي في سياق معقد ومتوتر، ومن أجل فهم الأسباب وراء هذه التصريحات يمكن النظر إلى عدة عوامل وفهمها.
الصراع في السودان
استمر القتال بين ميليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” والجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لأكثر من سنتين، حيث بدأ القتال في شهر أبريل من العام الماضي، وهذا الصراع أدى إلى نزوح الملايين من المواطنين السودانيين في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان.
استمر القتال لفترة طويلة جداً وباتت هذه الحرب منهكة بالنسبة للطرفين على الرغم من أن الجيش السوداني ما زال يعمل على التخلص من ميليشيا الدعم السريع في جميع أنحاء السودان، ومع استمرار القتال لفترة طويلة جداً يحاول حميدتي الآن لتوجيه التهم واللوم إلى أطراف خارجية، وذلك من أجل تبرير الصعوبات التي تواجهها قواته الآن.
الدعم الدولي
يبدو أن حميدتي ينوي جذب انتباه المجتمع الدولي إلى الصراع في السودان، وذلك من خلال اتهام مصر بأنها تدخلت في الحرب السودانية، حيث يسعى حميدتي للحصول على دعم المجتمع الدولي أو على الأقل تسليط الضوء على الوضع في السودان بشكل أكبر.
الوضع العسكري
خلال الفترة الأخيرة استطاع الجيش السوداني أن يحقق تقدماً كبيراً، وهذا الأمر يدفع حميدتي إلى البحث عن تفسيرات لهذا التقدم المفاجئ، واتهام الدولة المصرية بالتدخل العسكري قد يكون محاولة لتبرير هذا التقدم المفاجئ للجيش، ومن أجل رفع معنويات قواته أيضا.
الوضع الداخلي
حميدتي يواجه الآن ضغوطات داخلية كبيرة سواء من قواته أو من السكان المحليين الذين يعانون من تبعات الصراع، والحل الوحيد لديه الآن هو اتهام طرف خارجي حيث أن هذا الحل قد يكون وسيلة لتخفيف الضغط الداخلي، بالإضافة إلى توجيه الغضب نحو جهة خارجية.
رأي الخبراء والمحللين
في النهاية يبدو أن تصريحات حميدتي الأخيرة بشأن التدخل المصري تأتي في سياق محاولة تبرير تراجع قواته وانسحابها من بعض المناطق التي يقصفها الجيش السوداني جوياً الآن، حيث قال بعض الخبراء والمحللين السياسيين عقل تصريحات حميدتي، أن اتهامات حميدتي لمصر بالتدخل العسكري هي محاولة فقط لتبرير خسائره التي تكبدها خلال الفترة الأخيرة وتراجع أيضا من بعض المناطق التي أصبحت الآن تحت سيطرة الجيش السوداني.
أكد الخبراء أيضا أن حميدتي يواجه الآن ضغوطات كبيرة بسبب التقدم الذي يحققه الجيش السوداني في المعارك، وقد تكون هذه التصريحات وسيلة أيضا لتوجيه اللوم إلى أطراف خارجية من أجل تبرير الصعوبات التي تواجهها قواته في الميدان.
انتصارات الجيش الأخيرة
خلال الآونة الأخيرة حقق الجيش السوداني بقيادة مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان انتصارات مهمة جداً، بما في ذلك استعادة السيطرة على منطقة جبل موية بالكامل، وهي منطقة استراتيجية في ولاية سنار، وكانت هذه المنطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أواخر يونيو الماضي ولكن استطاع الجيش السوداني أن يستعيدها بعد معارك عدة مع ميليشيا الدعم السريع.
منطقة جبل موية تعتبر منطقة استراتيجية جداً لأنها تربط بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة والنيل الأزرق، كما أنها تفتح الطريق نحو ولاية شمال كردفان وإقليم دارفور أيضا.
التحم الجيش السوداني مع قوات الدعم السريع في ولاية سنار وولاية النيل الأبيض، وبعد معارك مكثفة استطاع الجيش أن ينهي الصراع بالتغلب على قوات الدعم السريع وفرض هيمنته على ولاية سنار والنيل الأبيض.
هذه العمليات العسكرية تمت تحت إشراف الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وكان الكباشي قد أكد مؤخراً على ضرورة المواصلة في الزحف والانتصار حتى يتم تطهير آخر شبر من البلاد من عناصر الدعم السريع.
