قررت وزارة الشؤون الثقافية بتونس إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان “أيام قرطاج السينمائية” والذي من المقرر اقامته في 28 أكتوبر وحتى 4 نوفمبر 2023، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني وما يعيشه في الوقت الحالي من أزمات تستدعي تضامن كافة الشعوب العربية معه والتي من بينها الشعب التونسي.
دور تونس في نصرة القضية الفلسطينية
كان لتونس دور كبير في نصرة القضية الفلسطينية وظهر ذلك في الماضي والحاضر:
- ففي الماضي استضافت تونس منظمة التحرير الفلسطينية وذلك في العامين 1982 و1994 بدلاً من انعقادها في لبنان، وكان يرأسها آنذاك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
- أما في الحاضر وخاصة في أحداث غزة الأخيرة أعلنت تونس تضامنها مع الشعب الفلسطيني وذلك بعد أن نظمت عدة تظاهرات في مناطق كثيرة على أرضها للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي سقط على إثرها آلاف الشهداء من المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن.
- كما نددت المظاهرات التي انطلقت بتونس الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على مستشفى المعمداني بغزة في مساء الثلاثاء الماضي، وبذلك تونس دائمًا هي الداعم الأساسي للقضية الفلسطينية سواء في الماضي أو الحاضر.
على الرغم أن قرار إلغاء مهرجان قرطاج السينمائي أثار غضب بعض السينمائيين بتونس إلا أن هذا القرار جاء في موعده ورحب به الشعب التونسي ليكون تعبيرًا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
ويشكل مهرجان قرطاج السينمائي حدث هام لجميع المخرجين العرب وكذلك الأفارقة، فهو يعد ملتقى ثقافي يقام كل عام بدولة تونس.
وتم الإعلان عن إلغاء المهرجان في بيان رسمي لوزارة الشؤون الثقافية بتونس وذلك للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وما يعانيه من أوضاع إنسانية حرجة يشهدها قطاع غزة وكافة المدن الفلسطينية المحتلة نتيجة الاحتلال الصهيوني الغاشم.
يعد قرار إلغاء المهرجان الأول منذ تم تأسيس أيام قرطاج السينمائية 1966، ويلقب المهرجان بتونس باسم “شيخ” المهرجانات الأفريقية والعربية عام 1966.
أما بالنسبة لقرار إلغاء المهرجان فجاء مفاجئ لمعظم العاملين بالقطاع السينمائي بتونس وبالتحديد المخرجين حتى مخرجو فلسطينيون، فكان قد تم الإعلان عن الأفلام المشاركة به في مسابقتي الفيلم الروائي بنوعيه القصير والطويل وذلك قبل قرار الإلغاء بساعات قليلة.
وبمجرد الإعلان عن إلغاء المهرجان استنكرت نقابة المنتجين والمخرجين بتونس هذا القرار وتم دعوة القائمين على مهرجان أيام قرطاج السينمائية إلى إقامة المهرجان في الموعد المحدد له كعادته وذلك لاستغلال المهرجان للدفاع عن القضايا العربية والتي على رأسها القضية الفلسطينية، ولكن لم يتم الاستجابة لهذه الدعوات من قبل وزارة الشؤون الثقافية التونسية.
الأفلام الفلسطينية المشاركة بمهرجان “أيام قرطاج السينمائية”
كذلك كان من المقرر أن تشارك فلسطين ضمن فعاليات المهرجان بفيلمين روائيين من نوعية الأفلام القصيرة وهما كالآتي:
- فيلم يدعى “دماء كالماء” والذي أخرجته “ديما حمدان”، ويتناول الفيلم قصة شاب يسمى شادي يكون في مغامرة عاطفية بشكل سري ويقع على أسرها هو وأسرته في فخ لا يمكنهم الخروج منه إلا بأحد الخيارين إما أن يتحولوا إلى عملاء خائنين يتعاملون مع الاحتلال الإسرائيلي أو يتعرضون للذل والعار في مجتمعهم الفلسطيني.
- أما الفيلم الثاني الفلسطيني الذي كان من المقرر أن يشارك بالدورة هو فيلم “أوكرانيا 59”، وهو من إخراج “عبد الله الخطيب”، والفيلم يتناول قصة سيدة تسمى عائشة وزوجها جمال ومعهم طفل يدعى سمير وهم أسرة سورية لاجئه في ألمانيا، فيجدون أنفسهم بمساكن تم توفيرها من المؤسسات العامة وفي يوم تصل أسرة أخرى للمخيم وهم صوفيا وماريا وهما أم وبنتها كانوا قد تمكنوا من الفرار من أوكرانيا نتيجة الحرب، وبعدها تضطر العائلة السورية والأوكرانية العيش معًا وذلك على الرغم من اختلاف حياة كل منهما وأيضًا باختلاف التجارب التي قد مروا بها في المنفى.